مقالات الرأي

حسین عابديني يكتب في “بوليتكال كيز | Political keys”: كيف يهدد النظام الإيراني الأمن الإقليمي في المنطقة؟

يتزايد الحديث في هذه الفترة وبشکل خاص بعد اندلاع الحرب الکارثية التدميرية في غزة عن الضرورة الملحة للأمن والسلام في المنطقة وعدم توسيع رقعة الحرب وحتى طرح حلول ومعالجات لها، مع ملاحظة أن حل الدولتين کأساس لحل القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة هذه الحلول والمعالجات.

لكن ليست العبرة في طرح الحلول والمعالجات أو حتى الدعوة من أجل عدم توسيع رقعة الحرب والسعي من أجل إخمادها، بل إن العبرة تأتي أساسًا من النية السليمة ومن الموقف الأساسي الذي يتخذه هذا الطرف أو ذاك من هذه الحرب التدميرية، وقطعًا فإن اعتبار ما صدر ويصدر عن القادة والمسٶولين في النظام الإيراني بهذا الصدد لايمکن أبدًا وضعه في سلة واحدة مع مايصدر عن الأطراف الدولية والإقليمية الأخرى.

فالنظر إلى النوايا الاساسية التي تقف خلف دعوات إيجاد الحلول أو التهدئة أو إيقاف الحرب في غزة، يجب مقارنتها بماضي هذه الدول والبناء على أساس منها، ولن نعلن سرًا إذا ماقلنا بأن للنظام الإيراني ماض مخيب جدًا بهذا الصدد، بل وحتى يمکن القول بأنه ماض مشبوه جملة وتفصيلًا، ولاسيما وأن لدينا تجارب حية من بلدان المنطقة نفسها بهذا الخصوص.

إنّ التمعن والتدقيق فيما صدر ويصدر عن قادة النظام الإيراني من تصريحات بخصوص الحرب في غزة وحقيقة موقفهم الأساسي منها، ليس من الصعب إستشفافه واکتشافه على وجه التحديد، إذ أننا نعلم بأن الحل الأمثل للقضية الفلسطينية والذي تراه الدول العربية والإسلامية والعديد من دول العالم وحتى الغربية منها، هو حل الدولتين، ولکننا لو تطلعنا إلى ماقد صدر من تصريح ملفت للنظر من وزير خارجية النظام الإيراني حسين أمير عبداللهيان والذي يقول فيه وبمنتهى الوضوح: “القضية الوحيدة المشتركة بيننا وبين إسرائيل هي معارضة حل الدولتين”!

وبطبيعة الحال فإن هذا الموقف المشبوه يعني العودة إل المربع الأول للقضية الفلسطينية أو بمعنى أدق الإصرار على عدم حل القضية وإبقائها کساحة مفتوحة لأکثر من طرف وجهة للعبث بها وفي المقدمة النظام الإيراني نفسه.

هل يريد النظام الإيراني وتحديدَا خامنئي إيجاد حل منطقي وعادل للقضية الفلسطينية حقًا؟ فإن كانت الأعمال بالنوايا فإن ماضي هذا النظام فيما يتعلق ويرتبط بالقضية الفلسطينية، هو ماض أکثر من مشبوه، إذ إنه لم يسعَ يومًا وبنية سليمة وواضحة المعالم من أجل إيجاد حل لها بقدر ماسعى من أجل استخدامها وتوظيفها لصالح أهدافه ونواياه المشبوهة، بل وحتى إن زرع الشقاق والانقسام بين الأطراف الفلسطينية والسعي من أجل ترسيخه کان ولازال من أهم الاهداف التي يسعى هذا النظام إلى تحقيقها في سبيل ضمان بقاء واستمرار دوره المشبوه هذا.

لايمکن أبدًا ضمان إيجاد حل مناسب للقضية الفلسطينية وأمور وقضايا أخرى ذات صلة في المنطقة مع بقاء دور وتأثير النظام الإيراني، الذي صار واضحًا جدًا أنه دور مشبوه، وفي ضوء ذلك فإنه لا أمن ولا أمان في المنطقة مع بقاء أصل الشر والعدوان فيها!

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى