المشاكل الداخلية لشركة الطائرات الأمريكية “بوينغ” تهدد مكانتها في السوق المغربي
وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، كانت شركة الطيران الأمريكية العملاقة “بوينغ” قد توصلت إلى اتفاق مع المغرب لإنتاج أجزاء لطائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز أباتشي في المملكة، ولكن مع دخول الشركة المصنعة في قبضة الأزمة، أصبح المشروع الآن في خطر.
تكافح القوات المسلحة الملكية المغربية (FAR) ومجموعة بوينغ الأمريكية للطيران لإتمام اتفاقية تعويض لشراء 24 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي AH-64E، يعد المشروع جزءًا من برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS)، الذي يشرف عليه البنتاغون عن كثب.
تم توقيع العقد في شباط/ فبراير 2023 بحضور الوزير المنتدب المغربي المسؤول عن إدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، والمفتش العام السابق للقوات المسلحة الملكية بلخير الفاروق، وممثلي بوينغ وموظفي السفارة الأمريكية.
سيسمح ذلك للمغرب بإنتاج أجزاء لصيانة الطائرات محليًا، وبالتالي يمنح الرباط وسيلة لزيادة استقلاليتها الاستراتيجية في الدفاع، وفقًا لرغبات الملك محمد السادس.
يأمل المقاولون من الباطن المغاربة في الحصول على حوالي 150 مليون دولار في العقود بموجب الصفقة، لكن قسم الدفاع التابع للشركة الأمريكية العملاقة، بوينغ للدفاع والفضاء والأمن (BDS)، لم ينقل هذه التقنيات بعد إلى المجمع الصناعي المغربي، تدعي إدارة بوينغ أنها “تفي بالكامل بالتزاماتها بالتعويض للمغرب”، وتؤكد أن المجموعة “متقدمة على الجدول الزمني في كل مشروع” في البلاد.
الموقف المهيمن تاريخيًا
ومع ذلك، قررت الشركة العملاقة الأمريكية، التي كانت في السابق عارضًا منتظمًا في معرض مراكش الجوي (MAS)، تقليص حضورها في نسخة 2024، التي تقام من 30 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 2 تشرين الثاني/ نوفمبر، لن يكون لدى بوينغ جناحها الخاص، ومن المتوقع أن يقوم حوالي عشرة مسؤولين تنفيذيين فقط بالرحلة كزوار، والسبب في ذلك هو أن المجموعة تعيد هيكلتها حاليًا وسط صعوبات كبيرة سواء من حيث مواردها المالية أو قوتها العاملة.
سيشكل حضور بوينغ الضئيل تباينًا مع الوفد المهيب الذي أرسلته إيرباص، تخطط الشركة الأوروبية المنافسة لتعبئة حوالي 50 مسؤولًا تنفيذيًا يمثلون أقسام الدفاع والمروحيات والطيران المدني.
في حين تأمل الخطوط الجوية الملكية المغربية في زيادة أسطولها أربعة أضعاف بحلول عام 2037 وتفكر في تقديم طلب لشراء حوالي 188 طائرة، فإن صعوبات بوينغ تعرض مكانتها المهيمنة تاريخيًا في السوق المغربية للخطر، وبرئاسة هنوك تيفيرا شاول، قد يضطر فرع الشركة المصنعة في إفريقيا، بوينغ إفريقيا، إلى الاكتفاء بطلب متواضع.
بأسطول يتكون في المقام الأول من طائرات بوينغ، تفتح الخطوط الجوية الملكية المغربية، برئاسة عبد الحميد عدو، الباب للمنافسة، تنتظر إيرباص بالفعل وتأمل في استغلال الفرصة للتغلب على منافستها الأمريكية، لتلبية دفتر طلباتها، تعلق شركة تصنيع الطائرات آمالها على زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب من 28 إلى 30 تشرين الأول/ أكتوبر.