رئيس الشاباك يفكر بالاستقالة بعد تراجع نفوذه في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لصالح “بن غفير”
وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، الذي تشمل مسؤولياته التفاوض مع الاستخبارات المصرية لتحرير الرهائن الإسرائيليين في غزة، يفقد نفوذه على الساحة السياسية الداخلية، لدرجة أنه يفكر في الاستقالة.
وبحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”، يكافح رونين بار، مدير جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي، لإيصال صوته في تل أبيب، وذلك على الرغم من إرساله إلى القاهرة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر للتحدث مع محمود رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري المعين حديثًا.
وعلمت “بوليتكال كيز | Political Keys” أن بار يشعر بالتهميش نتيجة للخلاف المتزايد في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بينه وبين وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير.
استئناف المفاوضات مع القاهرة
كانت زيارة بار الأخيرة إلى القاهرة هي الثانية على التوالي، فقد قام بزيارة سابقة في 14 تشرين الأول/ أكتوبر للقاء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة السابق الذي انتقل منذ ذلك الحين إلى دور جديد كمستشار أمني للرئيس عبد الفتاح السيسي.
كان رئيس الشاباك حريصًا على إحياء المحادثات بشأن تحرير الرهائن الإسرائيليين وإمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عملًا بتعليمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الرحلة الأولى، عاد بار إلى تل أبيب دون إحراز تقدم كبير.
في زيارته الثانية، كان بار يأمل في الاستفادة من وفاة زعيم حماس يحيى السنوار، الذي قُتل في اشتباك مع القوات الإسرائيلية في 16 تشرين الأول/ أكتوبر.
افتتح رئيس المخابرات المعين حديثًا محمود رشاد المحادثات، بخطة واضحة من جانب مصر لتحرير عدد من الرهائن مقابل عدة أيام من وقف إطلاق النار، والتي كان من المأمول أن تكون بمثابة مقدمة لتحرير رهائن آخرين ووقف إطلاق نار أطول، لكن يبدو أن هذه الخطة لم تلق آذانًا صاغية.
بن غفير مهيمن في مجلس الوزراء الأمني
عند عودته من مصر، كان بار يخطط لتقديم السيناريو إلى مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الذي كان يوافق على جميع القرارات المتعلقة بإدارة الحرب منذ حل مجلس الوزراء الحربي في 17 حزيران/ يونيو، ومع ذلك، منعه بن غفير من القيام بذلك.
وعلى الرغم من حصوله على دعم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان العامة هيرتسي هاليفي ورئيس الموساد ديفيد برنياع، فإن بار يعاني من المعارضة الإيديولوجية والشخصية المتزايدة بينه وبين الوزير اليميني المتطرف، الذي أصبح عنصرًا رئيسيًا في حكومة نتنياهو الائتلافية.
في آب/ أغسطس، أرسل بار رسالة إلى نتنياهو وعدة وزراء آخرين، احتجاجًا على زيارات بن غفير المتكررة إلى حرم المسجد الأقصى في القدس ونهجه المتساهل تجاه تصرفات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
ويتعرض الوزير، المسؤول عن الشرطة، لانتقادات حادة بشكل منفصل بسبب فشله المفترض في التعاون مع الشاباك على الأرض، وقد اشتدت التهم الموجهة إلى بن غفير بعد تعيين مساعده المخلص، أفيشاي معلم، رئيسًا لقسم التحقيقات والاستخبارات في الشرطة، وأشار عدد من مصادرنا إلى أن معلم لم يعد يتصرف بناءً على معلومات الشاباك الاستخباراتية بشأن الأعمال العنيفة التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون.
ولا يزال بار يحظى بدعم نتنياهو، الذي كان سعيدًا بنشر صور له وهو يزور قاعدة للشاباك برفقة بار في الخامس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، ولكن المسؤول لا يخفي حقيقة أنه يفكر في الاستقالة، وخاصة في ضوء خسارته لنفوذه في مجلس الوزراء الأمني المهم للغاية.