تصدع داخل “جبهة تحرير شعب تيغراي”… هل تقترب من فقدان السيطرة على الإقليم؟
شهدت جبهة تحرير شعب تيغراي (TPLF) انقسامًا داخليًا غير مسبوق وسط ظروف حرجة في إقليم تيغراي بإثيوبيا، حيث ظهرت تباينات حادة بين جناحي الحزب بشأن قضايا الإصلاح وإعادة الإعمار، ويدعو الفصيل الإصلاحي بزعامة جيتاشيو رضا إلى تحطيم احتكار الحزب للسياسة الإقليمية، في حين يرى الفصيل المحافظ بقيادة ديبريتسيون جبريميكائيل ضرورة التركيز على استعادة الأراضي المحتلة وعودة النازحين قبل التفكير في الإصلاحات السياسية.
بعد الحرب الأخيرة التي أرهقت تيغراي، يعاني الحزب التاريخي من شروخ عميقة، وفصيل جيتاشيو يطالب بالديمقراطية السياسية في الحزب، بينما يتهمه فصيل ديبريتسيون بالفشل في الوفاء بوعوده تجاه سكان تيغراي، وخاصة في تحرير الأراضي وإعادة النازحين، وقد أعلن الفصيل المحافظ عن إعفاء جيتاشيو من مهامه كرئيس للإدارة المؤقتة، بينما يرفض الأخير هذه القرارات، معتبرًا نفسه القائد “الشرعي” للجبهة.
صراع سياسي على الشرعية
ووفقا لمعلومات “بوليتكال كيز | Political Keys”، يسود التوتر في الساحة السياسية في تيغراي مع اقتراب الذكرى الثانية لاتفاق السلام بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية والجبهة، حيث يظهر صراع نفوذ بين ديبريتسيون وجيتاشيو، والذي من المتوقع أن يكون لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد كلمة حاسمة فيه، ويستمر كل فصيل في تقديم نفسه كصوت الشعب والتيار الصحيح الذي يمثل تطلعات أهالي تيغراي، مما يثير مخاوف من تحول هذه الخلافات السياسية إلى مواجهة داخلية أوسع.
وفي ظل التحديات المتصاعدة، تتصاعد الأسئلة حول مستقبل جبهة تحرير شعب تيغراي ككيان سياسي مؤثر في تيغراي، ويرى بعض المحللين أن فترة ما بعد الجبهة قد بدأت بالفعل، خاصة بعد تراجع سيطرة الحزب على الأجهزة الأمنية وتوسع نفوذ شخصيات عسكرية أخرى مثل تسادكان جبريتنساي.
وفي المقابل، يرى ديبريتسيون أن الأولوية يجب أن تكون لاستعادة الاستقرار والإعمار، مؤكدًا أن الحديث عن الديمقراطية في هذه المرحلة هو ترف لا تحتمله تيغراي في ظل الظروف الراهنة.
توترات شعبية وخيبة أمل
يشعر العديد من سكان تيغراي بخيبة أمل تجاه القيادات المتنازعة، خاصة مع استمرار الأوضاع الاقتصادية المتردية ونقص الدعم لإعادة إعمار البنية التحتية. ويرى البعض أن الانقسامات الداخلية قد عمقت أزمة الثقة الشعبية، حيث يصف شباب تيغراي الصراع بأنه صراع على السلطة وليس من أجل مصالح الشعب، مما ينذر بضرورة مراجعة الحزب لمساره السياسي والإنساني لتجنب تداعيات أكثر تعقيدًا.