علي أسمر يكتب لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”: إيران أضاعت طريقها فضيعت نفسها!
تعد سياسة إيران في الشرق الأوسط موضوعًا جدليًا ومعقدًا، خاصة في ضوء تأثيراتها السلبية على الدول العربية، بدلًا من تركيز جهودها وطاقاتها نحو عدوها التقليدي إسرائيل، اختارت إيران توجيه إستراتيجيتها نحو التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية المجاورة، هذا النهج أدى إلى استنزاف مواردها، وأدى إلى مرحلة أصبح فيها موقفها الدفاعي ضعيفًا أمام التهديدات الإسرائيلية المتزايدة.
سياسة إيران في سوريا
منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، لعبت إيران دورًا محوريًا في دعم نظام بشار الأسد، قدمت طهران دعمًا عسكريًا واقتصاديًا كبيرًا، شمل إرسال قوات من الحرس الثوري الإيراني وتقديم مساعدات مالية ولوجستية ضخمة، هذا التدخل الإيراني ساهم في تعقيد الأزمة السورية، وأدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية إلى حد بعيد.
سياسة إيران في لبنان
تعتبر إيران الداعم الرئيسي لحزب الله اللبناني، الذي يُعد أحد أهم أدواتها في المنطقة، من خلال دعمها لحزب الله، تسعى إيران إلى بسط نفوذها في لبنان وتحقيق أهدافها الإستراتيجية ،هذا الدعم أثار استياء العديد من الأطراف الداخلية والخارجية، وساهم في زعزعة الاستقرار في لبنان وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية.
سياسة إيران في العراق
بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، استغلت إيران الفراغ السياسي والأمني في العراق لتعزيز نفوذها، قدمت دعمًا كبيرًا للميليشيات الشيعية، وساهمت في تشكيل حكومة تتوافق مع مصالحها، هذا التدخل أدى إلى تعميق الانقسامات الطائفية وزيادة حدة الصراع الداخلي في العراق.
سياسة إيران في اليمن
في اليمن دعمت إيران حركة الحوثيين في صراعهم ضد الحكومة المعترف بها دوليًا، هذا الدعم العسكري والمالي ساهم في تصعيد الصراع وتحويله إلى حرب إقليمية، أدت هذه الحرب إلى كارثة إنسانية شديدة أثرت على ملايين المدنيين.
الفشل الإيراني تجاه إسرائيل
على الرغم من الشعارات العدائية التي ترفعها إيران ضد إسرائيل، إلا أن الواقع يظهر فشلها في تحقيق أي تقدم ملموس في هذا الصراع، الاغتيالات الإسرائيلية لشخصيات إيرانية وقيادات من حزب الله، بالإضافة إلى اغتيال إسماعيل هنية في طهران، تُظهر ضعف الرد الإيراني، كذلك، تحطّم طائرة الرئيس الإيراني في ظروف غامضة يزيد من الشكوك حول قدرة إيران على حماية مصالحها الداخلية والخارجية.
الدراما التركية تكشف ملامح العلاقة بين إيران وإسرائيل
قبل عشر سنوات لخص بطل مسلسل وادي الذئاب “مراد علم دار” علاقة إيران وإسرائيل قائلا:
“هناك تعاون غير مُعلن بين إسرائيل وإيران في المنطقة، كلاهما يحافظ على وجوده من خلال مقاومة الآخر، إذا لم تكن إسرائيل موجودة، فلن تستطيع إيران أن يكون لها سيطرة في المنطقة، وإذا لم تكن إيران موجودة، فلن تستطيع إسرائيل استخدام الأمريكيين كما تشاء”، وبعد التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل انتشر هذا المقطع من المسلسل في مواقع التواصل الاجتماعي ما يدل على أن هناك قسما كبيرا من الشعب التركي يؤمن بهذه الحقيقة المرة.
الردود الإيرانية تجاه إسرائيل
يتساءل البعض، لماذا الردود الإيرانية تجاه إسرائيل متواضعة وخجولة؟ الجواب بكل بساطة أن إيران عندما ترد هي ترد لحفظ ماء وجهها، وليس لانتقام حقيقي، إيران لا ترغب في إشعال حرب مفتوحة تخسرها أذرعتها المنتشرة في الدول العربية فهي استغرقت وقتا طويلا بالتغلغل في المنطقة لذلك لن تضحي بكل ما لديها من أجل القضية الفلسطينية، وإن راينا إيران تستخدم كل قوتها بشكل حقيقي فهذه إشارة على أن الغرب قرر التخلص من حكم الملالي كما قرر التخلص سابقا من حكم الشاه، وهذا الذي أستبعده حاليا فلا أحد يجيد دور الفزاعة كما إيران، فسياسية مبيعات الأسلحة الغربية للدول العربية تقوم على فكرة الفزاعة الإيرانية في المنطقة، وعندما تجد الدول الغربية فزاعة أخرى من الممكن أن تقرر التخلص من النظام الإيراني.
لو بذلت إيران نفس الجهد الذي بذلته في التدخل في شؤون الدول العربية تجاه إسرائيل، لتحررت فلسطين منذ زمن بعيد، إلا أن تواجد إيران في المنطقة يبدو أنه يخدم مصالح القوى الغربية، ولو لم تكن إيران مخترقة من قبل هذه القوى الغربية، لما سُمح لها بالتغلغل والتوسع بهذا الشكل.