سياسة

نتيجة تحالفات جديدة واختبارات انتخابية حاسمة… رئيس الصومال السابق يعود إلى الساحة السياسية

أفادت مصادر خاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن الرئيس الصومالي السابق محمد عبد الله محمد، المعروف بفارماجو، يسعى إلى العودة إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027، فمنذ خسارته في الانتخابات الأخيرة أمام حسن شيخ محمود، لم يتراجع فارماجو بل بدأ في بناء شبكة واسعة من التحالفات السياسية والبحث عن حلفاء جدد داخل الصومال وخارجه، ويدير حاليًا حملته من الدوحة حيث يقيم، مستفيدًا من تواجده في قطر لاستطلاع آراء الجالية الصومالية حول فرصه للعودة إلى السلطة.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية لولاية غالمودوغ الفيدرالية في تشرين الثاني/ نوفمبر، التي ستشكل أول اختبار لاستراتيجية فارماجو، يعمل الرئيس السابق بجد على تنظيم تحالفاته واستهداف منافسيه المحتملين، فالانتخابات في هذه الولاية ستكون اختبارًا مهمًا للتحالفات التي يسعى لتكوينها لمواجهة حركة الشباب الصومالية بشكل غير مباشر، وكذلك المنافسين السياسيين الذين قد يدعمون خصومه.

وفي سبيل تنظيم هذه التحالفات، يعتمد فارماجو بشكل كبير على مستشاره الأمني السابق فهد ياسين حاجي ضاهر، الذي كان رئيسًا لوكالة الاستخبارات والأمن الوطني (NISA) في عهد فارماجو، ويقسم فهد وقته بين تركيا وقطر، حيث يعمل على تقييم الوضع السياسي والتفاوض مع مختلف الأطراف، وفي يوليو الماضي، عقد اجتماعًا سريًا في إسطنبول مع رئيس ولاية غالمودوغ الحالي أحمد عبد كاري (كوركور)، والذي يُعتبر أحد الشخصيات المهمة في هذه المنطقة.

وكان كوركور يأمل في الحصول على دعم فارماجو مقابل دعمه في الانتخابات الرئاسية لعام 2022، لكنه خيب آمال فارماجو عندما قرر دعم مرشحين آخرين، ما اعتبره فارماجو خيانة. والآن، يبدو أن دعم فارماجو لكوركور في الانتخابات المقبلة محل شك، خاصةً مع تحركات فهد ياسين للتفاوض مع أطراف أخرى.

وعلى الجانب الدبلوماسي، يقود فارماجو معركة أخرى على المستوى الإقليمي، حيث يتلقى عروضًا من دول الخليج، وبينما تستمر قطر في دعم فارماجو، تلقت حاشيته عروضًا متكررة من الإمارات العربية المتحدة، ومع ذلك، يظل فارماجو حذرًا في التعامل مع هذه العروض.

لكن التحديات التي يواجهها فارماجو لا تقتصر على التحالفات الخارجية، داخليًا، يعاني الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل السلام والتنمية (UPD)، من انقسامات عميقة ففي اجتماع طويل في وقت سابق من هذا الشهر، ناقش الرئيس الحالي حسن شيخ محمود مع قادة حزبه التحديات التي تواجه الحكومة، وشهد الاجتماع انقسامًا حادًا بين فصيل “دامول جديد” المقرب من حركة الشباب الصومالية والفصيل الآخر المنتمي لحزب “دالجير” السابق. هذا الانقسام أدى إلى مطالب بإعادة توزيع الحقائب الوزارية، حيث طالب فصيل “دالجير” بالحصول على منصب رئيس الوزراء، وهو الأمر الذي رفضه فصيل “دامول جديد”، مما زاد من تعقيد الوضع داخل الحزب الحاكم.

وختمت المصادر أنه بينما يعمل فارماجو على بناء تحالفاته وترتيب أوراقه للعودة إلى السلطة في 2027، يواجه الرئيس الحالي حسن شيخ محمود تحديات كبيرة داخل حزبه ومع المعارضة المتزايدة، مما يجعل المشهد السياسي في الصومال أكثر تعقيدًا، فانتخابات غالمودوغ المقبلة ستكون نقطة تحول في تحديد مستقبل التحالفات السياسية في البلاد، ومن المحتمل أن تكون فرصة فارماجو الأولى لاختبار مدى فعالية استراتيجيته الجديدة في مواجهة خصومه والعودة إلى سدة الحكم.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى