أفريقيا

إثر توترات بين “فاغنر” و”أزاندي”.. تصاعد الصراع الأمني في جنوب شرق جمهورية إفريقيا الوسطى

أشارت معلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب شرق جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تصاعدت الاشتباكات بين ميليشيا أزاندي أني كبي جبي والقوات المسلحة النظامية المدعومة بعناصر من مجموعة فاغنر الروسية.

رغم وصول تعزيزات عسكرية إضافية، تكررت محاولات القوات الحكومية لاحتواء الوضع دون جدوى، ما يعكس تصعيدا أمنيا معقدا يشمل تدخلات داخلية وخارجية.

تفيد المعلومات التي حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” بوصول خمسين عنصرا من قوات فاغنر شبه العسكرية إلى محافظة هوت مبومو منذ بداية أيار/ مايو، في محاولة لاحتواء الوضع الأمني المتدهور.

كما أكدت المعلومات أن ميليشيا أزاندي، التي تم تدريب بعض عناصرها على يد فاغنر سابقا، أعادت تنظيم صفوفها بعد تلقي دعم إضافي من نحو مئة مقاتل قادمين من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتفيد البيانات بأن هذه الجماعات استهدفت بشكل ممنهج المدنيين المسلمين، ما يعزز مخاوف من انزلاق الصراع نحو أبعاد طائفية.

بدأ تصعيد العنف الأخير بعملية نزع سلاح قسري طالت خمسة عناصر من ميليشيا أزاندي المندمجة في القوات النظامية، نفذها عناصر فاغنر في مدينة زيميو بتاريخ الأول من أيار/ مايو، وتبع ذلك فراغ إداري إثر إقالة نائب الحاكم المحلي وهروب رئيسة البلدية، مما سهل شن هجمات على مواقع الجيش وفاغنر.

أسفرت المواجهات عن تحطم مروحية تابعة لفاغنر وفرار نحو أربعين جنديا من القوات الحكومية، إلى جانب موجات نزوح مدني واسعة، كما شهدت منطقتا مبوكي وأوبو تمركزا جديدا للقوات الروسية داخل منشأة تبشيرية، في خطوة تعكس محاولة لبناء نفوذ ميداني مستقر في منطقة استراتيجية غنية بالذهب وتستخدم كممر للتهريب.

تشير التحليلات إلى توسع عمليات ميليشيا أزاندي لتشمل استهداف عناصر اتحاد السلام في البلاد، وهم في الغالب من الفولاني، ما يعكس نمطا انتقائيا في العمليات، وسبق أن وثقت تقارير الأمم المتحدة ارتكاب هذه الجماعة انتهاكات جسيمة، منها إعدامات ميدانية واغتصاب.

على الرغم من توقف دوريات بعثة الأمم المتحدة في المحافظة منذ نهاية آذار/ مارس جراء مقتل أحد جنودها، فقد اضطرت البعثة مؤخرًا لاستئناف مراقبة الوضع، رغم تعرضها لعراقيل ميدانية بعد منع عناصر أزاندي طائرة البعثة من الهبوط في مطار مبوكي، ما أجبرها على تحويل مسارها إلى بانغاسو.

ترتبط هذه التطورات بحادثة وقعت منتصف عام 2024، حين أعدم عناصر فاغنر أحد المجندين المحليين المنتمين لأزاندي، وهي الواقعة التي يُعتقد أنها مثلت نقطة تحوّل حاسمة أنهت التحالف بين الطرفين وأعادت رسم موازين القوى، في ظل عجز واضح لموسكو وبانغي عن السيطرة على الوضع الميداني المتدهور.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى