متجاوزةً العراقيل الأمريكية الإسرائيلية.. مصر تقترب من شراء 100 مقاتلة من كوريا الجنوبية

في إطار جهودها لتقليل الفجوة الحاصلة في سلاح الجو، توشك مصر على توقيع عقد دفاعي ضخم مع كوريا الجنوبية لاقتناء ما يصل إلى 100 طائرة مقاتلة خفيفة من طراز FA-50، في صفقة تُقدّر قيمتها بأكثر من مليار دولار.
وقد أكد السفير المصري في كوريا الجنوبية، خالد عبد الرحمن، أن المفاوضات مع شركة الصناعات الجوية الكورية (KAI) أوشكت على الانتهاء، وأن الاتفاق سيشمل نقلًا للتكنولوجيا.
ومن المتوقع أن تشمل الدفعة الأولى تسليم 36 طائرة، بينما سيتم تجميع 70 طائرة محليًا في مصر، على الأرجح في منشأة التصنيع بحلوان.
طائرة FA-50، التي تنتجها شركة KAI بدعم تقني من شركة لوكهيد مارتن، تتمتع بنسبة تشابه تبلغ 70% في مكوناتها مع طائرة F-16، وتُعد منصة متعددة الاستخدامات تصلح كمقاتلة خفيفة وكذلك كطائرة تدريب متقدم للطيارين، ومن المتوقع أن تحل محل طائرات ألفا جت القديمة والطائرات الصينية K-8E المستخدمة حاليًا في سلاح الجو المصري.
تتميّز الطائرة الكورية الجنوبية FA-50 بمواصفات فنية متقدّمة تجعلها واحدة من أبرز المقاتلات الخفيفة متعددة المهام في فئتها، ويبلغ طول الطائرة 13.14 مترًا، ويصل باع جناحيها إلى 9.45 متر، فيما يبلغ ارتفاعها 4.82 متر، ويبلغ وزنها فارغة حوالي 6.350 كجم، وتستطيع الإقلاع بوزن أقصى يصل إلى 12.300 كجم.
من حيث الأداء، تبلغ سرعتها القصوى ماخ 1.5 (أي ما يقارب 1.837 كلم/س)، فيما يصل مداها القتالي إلى 444 كلم، بينما يمكنها الطيران لمسافة قصوى تُقدّر بـ 2.592 كلم، كما تستطيع التحليق على ارتفاع أقصى يصل إلى 16.764 مترًا، ما يمنحها قدرة كبيرة على المناورة والعمل في مختلف الظروف القتالية.
تعتمد طائرة FA-50 على محرك توربيني متطور من طراز General Electric F404-GE-102، وهو محرك قوي يستخدم الحارق اللاحق لتوليد قوة دفع تصل إلى 17.700 رطل، ما يمنح الطائرة قدرة عالية على التسارع والمناورة في مختلف الظروف القتالية.
ويعزز من كفاءة الأداء نظامُ تحكم رقمي مزدوج القناة (FADEC)، يوفّر تحكمًا دقيقًا وشاملًا في تشغيل المحرك، ويضمن استجابة سلسة وموثوقة أثناء الطيران، مما يسهم في تحسين السلامة وكفاءة استهلاك الوقود.
تتميّز طائرة FA-50 بقدرات تسليحية متطورة تجعلها فعّالة في المهام الهجومية والدفاعية على حدّ سواء، وتحتوي الطائرة على 7 نقاط تعليق خارجية قادرة على حمل ما يصل إلى 4.5 طن من الذخائر المتنوعة، وتشمل خيارات التسلّح صواريخ جو-جو قصيرة المدى من طراز AIM-9 Sidewinder، وصواريخ جو-أرض AGM-65 Maverick، إلى جانب قنابل موجهة عالية الدقة من نوع JDAM وGBU-38/B. كما يمكن تجهيزها بقنابل عنقودية CBU-105، ومدفع داخلي من نوع M61 Vulcan ثلاثي الأسطوانات عيار 20 ملم.
وتدعم الطائرة أيضًا قاذفات صواريخ LAU-3/A المزوّدة بـ19 أنبوبًا لإطلاق صواريخ FFAR، ما يمنحها مرونة قتالية عالية في التعامل مع الأهداف الجوية والأرضية على حدّ سواء.
وتتمتّع طائرة FA-50 بمنظومة إلكترونية متقدّمة وأنظمة ملاحة دقيقة تعزّز من قدراتها العملياتية في مختلف المهام القتالية، فهي مزوّدة برادار متعدد الأنماط من نوع EL/M-2032 Pulse-Doppler، يتيح لها رصد وتتبع الأهداف الجوية والبرية بكفاءة عالية.
على مستوى الملاحة، تعتمد الطائرة على نظام القصور الذاتي (INS) مدعومًا بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لضمان دقة التوجيه والتمركز، كما تتوفر على نظام اتصالات متكامل يشمل رابط بيانات تكتيكي، ونظام تعريف الصديق من العدو (IFF)، إلى جانب نظام تحذير من الرادارات المعادية (RWR).
أما في مجال الحماية الذاتية، فهي مزوّدة بـنظام توزيع الإجراءات المضادة (CMDS)، بالإضافة إلى نظام توليد الأوكسجين على متن الطائرة (OBOGS)، ما يعزز من قدراتها على البقاء والمناورة في بيئات القتال المعقّدة.
ومما سبق؛ تجدر الإشارة إلى أن مصر باتت تسارع في إعادة تسليح جيشها بشكل عام والسلاح الجوي والبحري بشكل خاص، السلاح الجوي يعاني من فجوة كبيرة مع سلاح الجو الإسرائيلي كما يعاني من عرقلات أمريكية للصفقات مع روسيا وفرنسا، حاليا تتجاوز مصر العقبات الأمريكية الإسرائيلية الأصل وتقوم بإبرام صفقات مع دول مختلفة لسد الفجوة، وبالطبع صفقة الطائرات مع سيول هي واحدة منها