تقارير أخبارية عربي

واشنطن تصنف ميليشيا “كتائب الإمام علي” العراقية “كيانًا إرهابيًا”

في خطوة تحمل دلالات سياسية وأمنية مهمة، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية في 12 حزيران/ يونيو 2025 ميليشيا “كتائب الإمام علي” العراقية المدعومة من إيران في قائمة الكيانات الإرهابية العالمية المصنفة بشكل خاص.

هذا القرار يأتي في إطار سياسة أمريكية متواصلة تستهدف الميليشيات المرتبطة بإيران والتي تنشط في العراق والمنطقة الأوسع، ورغم عدم صدور بيان مفصل عن الوزارة حتى الآن، فإن التصنيف يشير إلى تصاعد في التصدي الأمريكي لنفوذ طهران الإقليمي.

تأسست “كتائب الإمام علي” عام 2014 استجابة لفتوى علي السيستاني في أعقاب اجتياح تنظيم داعش لعدة مناطق في العراق، وقد لعبت الكتائب، مثل غيرها من الميليشيات الشيعية، دورًا عسكريًا محوريًا في مواجهة التنظيم في ظل تراجع أداء القوات الأمنية الرسمية آنذاك.

ومع مرور الوقت، تم دمجها في هيكل “قوات الحشد الشعبي” تحت مسمى “اللواء الأربعين”، وهي القوة التي أُسست رسميًا بغطاء قانوني، لكنها في الواقع تضم جماعات تدين بولاء أيديولوجي وعسكري لإيران، وتعمل غالبًا بشكل مستقل عن الحكومة العراقية.

شبل الزيدي، الأمين العام للكتائب، كان قد أُدرج هو الآخر كإرهابي عالمي مصنف بشكل خاص عام 2018، بسبب صلاته المباشرة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ودوره في تسهيل الدعم اللوجستي والمالي لحزب الله اللبناني.

الزيدي وُصف حينها بأنه وسيط مالي بين فيلق القدس وميليشيات عراقية طائفية، كما أنه نسّق استثمارات لصالح قائد الفيلق آنذاك، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية ببغداد مطلع عام 2020.

الزيدي كان كذلك مقرّبًا من أبي مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي السابق، الذي قُتل مع سليماني في الغارة نفسها، وكان مصنفًا هو الآخر كإرهابي عالمي قبل وفاته.

تشير التقارير إلى أن “كتائب الإمام علي” لا تقتصر أنشطتها على العراق، بل أرسلت مقاتلين إلى سوريا، حيث أدارت معسكرات تدريب، كما خضع أعضاؤها لتدريبات عسكرية متقدمة في إيران ولبنان بالتعاون مع حزب الله.

هذا الامتداد الإقليمي يضعها ضمن ما يُعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران، وهو ما جعلها محط استهداف مباشر من قبل الولايات المتحدة.

وتعد كتائب الإمام علي الميليشيا الشيعية السادسة المدعومة من إيران التي تصنّفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، لتنضم إلى قائمة تشمل عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، وحركة أنصار الله الأوفياء.

هذه التصنيفات تستند إلى أدلة تؤكد تنفيذ تلك الجماعات لهجمات ضد القوات والمصالح الأمريكية في العراق وسوريا، كما تؤكد ارتباطها الوثيق بالحرس الثوري الإيراني.

الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تعمل منذ سنوات ضمن هيكل الحشد الشعبي، إلا أن ولاءها الحقيقي لا يكمن في الالتزام بالقيادة العراقية الرسمية، بل في التبعية السياسية والعقائدية لإيران.

ورغم وجود نص قانوني منذ 2016 يربط الحشد برئيس الوزراء العراقي، إلا أن الواقع الميداني يُظهر هيمنة واضحة للقرار الإيراني على عدد كبير من الفصائل المكوّنة للحشد، وخاصة تلك التي تأسست برعاية مباشرة من قادة فيلق القدس.

إدراج كتائب الإمام علي ضمن قائمة الإرهاب لا يمثل فقط قرارًا أمنيًا بحتًا، بل يشكل جزءًا من معركة أوسع بين واشنطن وطهران تدور رحاها عبر وكلاء إقليميين متعددين، وتلقي بظلالها على مجمل المشهد السياسي والأمني في العراق والمنطقة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى