ما هي القنبلة الخارقة للتحصينات التي استخدمتها إسرائيل ضد إيران؟

في تطور ميداني بالغ الخطورة ضمن الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي في ليلة 13 حزيران/ يونيو ضربة جوية واسعة استُخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات من طراز MPR-500 ضد منشآت نووية إيرانية.
هذه القنبلة، التي طوّرتها شركة IMI Systems الإسرائيلية، وتتبناها اليوم شركة “إلبيت سيستمز”، تُعد واحدة من أدق وأقوى الذخائر الجوية الموجهة في ترسانة إسرائيل، وتتميز بقدرتها على اختراق التحصينات الخرسانية التي تفوق المتر، وتُطلق عشرات الآلاف من الشظايا القاتلة ضمن نطاق واسع، يصل إلى 2,200 متر مربع.
الغارة الجوية نُفذت بمشاركة مقاتلات من طراز F-15I وF-16I، والتي استخدمت أنظمة توجيه متطورة كـ JDAM وPaveway II لضمان إصابة الأهداف الحيوية بدقة شديدة.
وقد شملت قائمة الأهداف منشآت إيرانية شديدة التحصين تُستخدم في تخصيب اليورانيوم، إلى جانب مراكز قيادة وسيطرة عسكرية.
العملية الإسرائيلية التي تحمل اسم “الأسد الصاعد” استهدفت أكثر من 100 موقع داخل إيران، وتوزعت الضربات على مناطق عدة من بينها طهران، ونطنز، وأصفهان وتبريز، مما يشير إلى نطاق واسع للهجوم، لا يقتصر فقط على منشآت نووية، بل يمتد أيضًا إلى بُنى عسكرية وقادة في الحرس الثوري.
هذه الضربة النوعية تُبرز تحوّلًا في المقاربة الإسرائيلية نحو التركيز على إصابات دقيقة وذات تأثير استراتيجي، مع الحرص على تقليص الأضرار الجانبية، وهي تُعد في الوقت نفسه رسالة مباشرة إلى طهران بشأن عدم تهاون إسرائيل في مواجهة أي تطور نووي يعتبر تهديدًا وجوديًا.
من جانبها، اعترفت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بوقوع أضرار جرّاء الضربات، لكنها امتنعت عن الكشف عن حجمها أو طبيعة المواقع المستهدفة، أما إقليميًا، فقد أثار هذا التصعيد مزيدًا من القلق بشأن احتمال امتداد رقعة المواجهة، في وقتٍ تشهد فيه المنطقة أصلًا توترات متصاعدة ومخاوف من انزلاق واسع النطاق إلى صراع مفتوح.