السودانسياسة

خاص | لمناقشة آخر التطورات السياسية والعسكرية في إقليم دارفور… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًّا مع رئيس “حركة العدل والمساواة الجديدة” منصور أرباب يونس

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الأربعاء 13 كانون الأول/ ديسمبر، حوارًا خاصًّا مع رئيس “حركة العدل والمساواة الجديدة” في السودان، المهندس منصور أرباب يونس، لمناقشة آخر التطورات السياسية والعسكرية في إقليم دارفور.

واستهل المهندس منصور أرباب يونس حواره مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “الحرب الأهلية في السودان عمومًا وفي غرب دارفور واقعة فعليًّا بإشعال قوات الدعم السريع لها، بشهادة القادة السياسيين والوسطاء الذين كانوا يحاولون منع هذه الحرب من أن تقع”.

وأضاف رئيس “حركة العدل والمساواة الجديدة” في السودان أن “الوسطاء أكدوا أنّ الحرب وقعت قبل 15 نيسان/ أبريل 2023 حينما تحركت قوات الدعم السريع لاحتلال مطار مروي، بعد أن حشدت منسوبيها في وحول القيادة العامة للقوات المسلحة، وعملية الاستنفار الواسع التي شاهدناها جميعًا في آذار/ مارس 2023، والتوترات والمعلومات الاستخباراتية الكثيرة التي انتشرت أن الدعم السريع تحاول إحكام السيطرة حول منزل رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان بأكثر من كتيبتين من المرتزقة التابعة لها”.

“حسب نصوص القانون الإنساني الدولي وتعريفه للحرب الأهلية فإنّ الذي يجري الآن في السودان هي حرب أهلية بامتياز”. منصور أرباب يونس – رئيس “حركة العدل والمساواة الجديدة”

وتابع: “حسب نصوص القانون الإنساني الدولي وتعريفه للحرب الأهلية فإنّ الذي يجري الآن في السودان هي حرب أهلية بامتياز، أما الحديث عن هدف أو أهداف الدعم السريع من نقلها للحرب إلى ولاية غرب دارفور وارتكابها كل جرائم الحرب المنصوصة في القانون الإنساني الدولي، يعود إلى الهدف الإستراتيجي لكفلاء الدعم السريع وقوات الدعم السريع نفسها من إشعالها لهذه الحرب والمتمثل في تدمير البنى التحتية للسودان، وتدمير اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب السوداني، وإضعاف السودان كدولة ومن ثم الاستيلاء على موارد السودان بما فيها الأرض والمعادن وما إلى ذلك، بعد طرد المواطنين الأصليين من أراضيهم كما حدث في غرب دارفور وزالنجي ونيالا والخرطوم وكثير من المناطق الأخرى في السودان”، وفق قوله.

وأكد منصور أرباب يونس أنه “من أجل تحقيق هذا الهدف لم تترك الدعم السريع جريمة حرب منصوصة في القانون الدولي الإنساني لم ترتكبها ضد أهلنا في السودان وخاصة في غرب دارفور ضد أهلنا المساليت، حيث شاهدنا جميعا والعالم كله من ضمن ما وثقته قوات الدعم السريع كيف أجبرت المواطنين من شباب المساليت على دفن إخوانهم الأحياء وحينما عجز الضحايا من دفن إخوانهم الأحياء في مقابر جماعية بصورة لا يمكن للضمير الإنساني أن يقبلها، فجريمة دفن الأحياء غير منصوصة في القانون الإنساني الدولي، ويجب أن تضاف هذه الجريمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد أهلنا المساليت ضمن الجرائم المنصوصة في القانون الإنساني الدولي”، بحسب قوله.

وشدد يونس على أن “قوات الدعم السريع ارتكبت كل تلك الجرائم مع سبق الإصرار والترصد، والذي يجري في غرب دارفور خاصة والسودان عامة هي حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي تقوم بها قوات الدعم السريع مع سبق الإصرار والترصد بغرض إبادة المساليت والقبائل التي تشارك المساليت انتمائها الإفريقي ومن ثم احتلال الأرض والسيطرة على مواردها”، وفق قوله.

وأوضح يونس أن “الأوضاع التي عاشتها الفرق الأربع في كل من الجنينة، وزالنجي، ونيالا، والضعين،كانت أوضاعًا صعبة إلى حدٍ ما، مع استمرار المعارك وتلقي قوات الدعم السريع باستمرار للدعم اللوجستي الحربي وجلب المرتزقة من دول غرب إفريقيا بما فيها الكمرون، وإفريقيا الوسطى، والنيجر، والسنغال، وتشاد، ودول أخرى، مقابل عدم قدرة الفرق المذكورة على الاستفادة من الاستنفار والمقاومة الشعبية التي انتظمت كل أرجاء السودان، وعدم تدخل حركات الكفاح المسلح في المعركة”.

وأشار يونس إلى أن “هذه العوامل جعلت قوات الدعم السريع تتفوق من حيث العدة والعتاد الحربي على هذه الفرق، إلى أن جاء التهديد من الدعم السريع باحتلال الفاشر، وحينها أعلنت بعض الحركات التي وقعت على ما يسمى بسلام جوبا تخليها عن الحياد والدخول في الحرب لحماية المدنيين، ولكنهم كانوا مجرد مشاهدين عندما ارتكبت قوات الدعم السريع كل جرائم الحرب من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب في غرب وجنوب ووسط دارفور، لكن يُحمد لهم الآن أنّ بعضهم غير محايد، وأعلنوا عن دخولهم المعركة لحماية المدنيين وهذا بالتأكيد رجح كفة القوات المسلحة في الفاشر وعمل على مبدأ توازن القوى مما جعل قوات الدعم السريع تفكر بجدية في عدم مهاجمة الفاشر”.

ولفت يونس إلى أن “هناك مجموعات لا تزال تدعي الحياد ولكنها في الأصل تتماهى مع الدعم السريع وهي جزء من ما عرف بسلام جوبا”.

وحول مدى صحة المعلومات الواردة بخصوص اقتراب “الدعم السريع” من السيطرة على كامل إقليم “دارفور” غرب السودان، قال يونس إن “الدعم السريع ومن تحالفوا معها يقودون حرب خاسرة، ومهما انتصرت قوات الدعم السريع في معركة أو عدة معارك على القوات المسلحة، فإنها لن تكسب الحرب وإن حشدت كل مرتزقتها من غرب إفريقيا، ببساطة لأنها ليست أقوى من الشعب السوداني الذي يصطف خلف القوات المسلحة في هذه الحرب”، وفق قوله.

“السودان الآن يغلي في حرب أهلية مدمرة، وكل صباح ترتكب قوات الدعم السريع جرائم الحرب ضد شعبنا”. منصور أرباب يونس – رئيس “حركة العدل والمساواة الجديدة”

وعند سؤاله عن ما هي المحاور التي تدور فيها الاشتباكات في الإقليم، أجاب يونس: “السودان الآن يغلي في حرب أهلية مدمرة، وكل صباح ترتكب قوات الدعم السريع جرائم الحرب ضد شعبنا، وليس هناك جغرافيا محصنة من هذه الحرب في دارفور أو في غير دارفور مع الأسف الشديد”.

وفيما يتعلق بأبرز الأسلحة التي يتم استخدامها في الاشتباكات الدائرة، قال يونس إن “كل أسلحة المشاه والمضادات الأرضية والجوية وحتى المسيرات يتم استخدامها في هذه الحرب، وهذه الحرب هي الأعنف والأكثر تدميرًا في تاريخ السودان، حيث استخدمت أسلحة كثيرة في هذه الحرب ولا مجال لحصرها هنا”.

واتهم رئيس حركة العدل والمساواة الجديدة منصور أرباب يونس ما أسماهم “فلول النظام السوداني السابق (الدعم السريع) وكفلاءهم (الجنجويد) بإشعال فتيل هذه الحرب”.

وأكد يونس أن حركته “تصدت لقوات الدعم السريع ببسالة مع الشعب خاصة في غرب دارفور لمدة أكثر من شهرين، لكنها خسرت المعارك هناك إلا أنه لا يهدأ لها بال إلّا أن يعود كل من طردتهم وشردتهم قوات الدعم السريع إلى ديارهم الأصلية أعزاء مكرمين آمنين”.

وختم رئيس “حركة العدل والمساواة الجديدة” في السودان، المهندس منصور أرباب يونس، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “أكثر من 10 آلاف قُتلوا على يد قوات الدعم السريع في ولاية غرب دارفور فقط كما جُرح فيها أكثر من 8 آلاف”، مشيرًا إلى أنه زار اللاجئين السودانيين في تشاد وسمع منهم قصصًا مرعبة عما حصل معهم من فظائع على يد قوات الدعم السريع عندما كانوا في السودان”، معربًا عن شكره لدولة تشاد حكومة وشعبًا لاستقبالها اللاجئين السودانيين على أرضها وتقديم الدعم لهم.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى