الضربة الإسرائيلية “تشل” إنتاج الصواريخ الإيرانية وتدمر أنظمة دفاع جوي روسية الصنع
أفادت مصادر خاصة لـ ”بوليتكال كيز | Political Keys” بأن الضربات الجوية الإسرائيلية أدت إلى تدمير خلاطات الوقود المستخدمة في تصنيع الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، ما قد يستغرق سنوات لإصلاحه.
ووفقًا للمصادر، فقد نفذت إسرائيل ضربات جوية مكثفة في إيران يوم السبت، أسفرت عن شل قدرة إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، في ضربة سيكون من الصعب التعافي منها في المستقبل القريب، كما دمرت بطاريات الدفاع الجوي التي تحمي منشآت حيوية، مما يضعف قدرتها على التصدي لهجمات مستقبلية، وردت هذه المعلومات في تقارير متعددة نقلت عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين وإيرانيين، وتحليل صور الأقمار الصناعية من قبل خبراء.
وأشارت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” إلى أن الضربات تعكس قدرات عسكرية إسرائيلية تم تطويرها على مدى عقدين، مما يشير إلى حرية حركة أكبر للطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء الإيرانية، في حال استمرار التصعيد، ويشكل انتكاسة لقدرة طهران على إطلاق صواريخ على إسرائيل، حيث تعتقد تل أبيب أن ذلك قد يردع المزيد من الهجمات.
واستهدفت الضربات مواقع متعددة، بما في ذلك قاعدة بارشين السرية القريبة من طهران، المستخدمة سابقًا في تطوير أسلحة نووية، بالإضافة إلى مصنع للطائرات بدون طيار. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين لم تُكشف هويتهم – أحدهم من وزارة النفط – أن الضربات تسببت في “قلق عميق” في طهران، خاصة أنها جعلت مصفاة عبادان النفطية ومجمع بتروكيماويات بندر الإمام الخميني وحقل غاز تانج بيجار بلا حماية.
كما ذكرت التقارير أن الضربات أسفرت عن تعطيل ثلاثة أنظمة دفاع جوي روسية الصنع من طراز إس-300 في مطار الإمام الخميني الدولي وقاعدة ملاد الصاروخية قرب طهران، بالإضافة إلى بطارية أخرى في أصفهان كانت قد أُصيبت سابقًا في أبريل الماضي.
وتم الإبلاغ عن استهداف قواعد تصنيع صواريخ فلق وشيد غديري وعبد الفتح التابعة للحرس الثوري، بجانب منشآت بارشين وباراند، وقد أسفرت الهجمات عن مقتل أربعة جنود إيرانيين وفقًا للإعلام الإيراني، مع احتمال زيادة عدد القتلى.
وأكدت صحيفة التايمز أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عقد اجتماعًا طارئًا يوم السبت لبحث كيفية الرد، ومن المتوقع أن يدلي المرشد الأعلى علي خامنئي بتصريح حول هذه الضربات اليوم الأحد.
تعطيل قدرات تصنيع الصواريخ
وأفادت التقارير بأن الضربات استهدفت ما لا يقل عن 12 “خلاطًا كوكبيًا” تستخدم في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، بينما أشار بعض التقارير إلى أن العدد قد يصل إلى 20، وهذه الخلاطات تُستخدم في تصنيع صواريخ خيبر وقاسم التي أُطلقت على إسرائيل سابقًا، وأشار المصدر إلى أن إصلاح المصنع الذي دُمّر بالكامل قد يستغرق حوالي عامين، دون ذكر موقعه.
وأكدت المصادر أن إيران لا تستطيع إنتاج خلاطات الوقود الصلب محليًا وتحتاج لاستيرادها من الصين، مما قد يستغرق أكثر من عام. أضاف التقرير أن هذا التطور سيقلل من قدرة طهران على تزويد حلفائها مثل حزب الله والحوثيين بالصواريخ الباليستية، ورغم ذلك، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إيرانيين أن الضرر في قدرات إنتاج الصواريخ كان “طفيفًا وقصير الأمد”.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، تمتلك إيران أكبر ترسانة صواريخ في الشرق الأوسط، وتزود بها روسيا، الحوثيين، وحزب الله، رغم أن طهران وموسكو تنفيان ذلك.
من جانبه، أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر “إكس”، أن المنشآت النووية الإيرانية لم تتضرر في الغارات الأخيرة، ودعا إلى ضبط النفس للحفاظ على سلامة المواد النووية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التجارية أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع في بارشين وخوجير قرب طهران، ما أعاق بشدة إنتاج الصواريخ، وفقًا لتقييم خبراء أمريكيين.