سياسة

في نقلة نوعية للتعاون الدفاعي… روسيا تمنح إيران ترخيصًا لتصنيع مقاتلات سو-35 محليًا

منحت روسيا إيران ترخيصًا لتصنيع طائرات “سو-35” محليًا، مما يُعد تطورًا مهمًا في العلاقات الدفاعية بين البلدين، وستتمكن طهران من تجميع هذه المقاتلات محليًا من أجزاء مُصنّعة مسبقًا، مع إمكانية زيادة أسطولها من طائرات سو-35 إلى مائة وحدة خلال فترة وجيزة.

ويرى العديد من الخبراء أن إيران ستحصل على 24 طائرة مقاتلة من طراز سو-35، وبدأ الكرملين بتسليمها منذ نيسان/ أبريل 2023، في مقابل استمرار تدفق الطائرات بدون طيار والذخيرة من إيران إلى روسيا، ومع تزايد الدعم الإيراني لروسيا في حربها بأوكرانيا، حصلت طهران أيضًا على ترخيص لتصنيع هذا النوع من الطائرات محليًا.

وحول الاتفاقية الجديدة، أفادت وسائل الإعلام الروسية والإيرانية بأن هذا التعاون يمهد لإنتاج ما بين 48 إلى 72 مقاتلة داخل الأراضي الإيرانية، ويتضمن ذلك طائرات سو-35 وسو-30 ذات المقعدين، وكلاهما مستمد من طائرة سو-27 السوفيتية.

واستنادًا إلى التجارب السابقة لروسيا في ترخيص إنتاج طائرات سو-30، من المتوقع أن يتم التجميع المحلي للطائرات من أنظمة وأجزاء جاهزة، وعمليًا، سيسمح ذلك لإيران ليس فقط بتحديث قدراتها الجوية الحالية، بل أيضًا بتطوير سلاحها الجوي بشكل سريع إلى مستوى جديد تمامًا.

وأفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن هذا الترخيص يعني أن إيران ستتمكن من بناء طائرات “سو-35” بنفسها، مما سيعزز قدراتها العسكرية ويمنحها مرونة في تطوير أسطولها الجوي، ويسهم كذلك في تقليل أثر أي عقوبات دولية مستقبلية قد تستهدف تسليحها.

وتجدر الإشارة إلى أن طائرات سو-35 الأربع والعشرين التي كانت مخصصة لمصر، والتي عقدت صفقة بشأنها بقيمة 2 مليار دولار مع موسكو قبل أن تتخلى عنها القاهرة بسبب العقوبات الأمريكية، قد تكون في طريقها الآن إلى إيران.

حاليًا، تشغّل القوات الجوية الإيرانية طائرات قديمة ومتنوعة المصادر، تضم بقايا طائرات أميركية قبل الثورة الإسلامية، وطائرات صينية، وأخرى سوفييتية جُلبت من العراق عام 1991، وتشمل هذه الطائرات 68 طائرة من طراز إف-4 فانتوم، و43 من طراز إف-14 تومكات، و24 من طراز تشنغدو جي-7، و35 من طراز ميغ-29، وغيرها.

وبفضل الاتفاق مع روسيا، بات لدى طهران إمكانية تعزيز أسطولها بما يقارب 100 طائرة من طراز سو-35، ما سيضاعف أسطولها ويبسّط عمليات الصيانة على المدى البعيد.

ومن جهة أخرى، تلتزم روسيا بتعزيز الدفاع الجوي الإيراني؛ ففي آب/ أغسطس 2024، أفادت تقارير إعلامية بأن موسكو زودت إيران بأنظمة صواريخ الدفاع الجوي إس-400 لحماية مواقعها النووية.،كما استلمت إيران أيضًا مروحيات هجومية من طراز مي-28 وطائرات قتالية/تدريبية خفيفة من طراز ياك-130 من روسيا، ما يشير إلى توسيع آفاق التعاون الدفاعي بين البلدين.

وختمت المعلومات أن إيران بدأت في بناء حظائر طائرات مقاتلة محصنة في قاعدة جوية في همدان غرب إيران، و ويعتقد بعض المراقبون أن هذه الحظائر سوف تستخدم لاستيعاب أسطول طائرات سو-35 الذي تسعى إيران للحصول عليه من روسيا.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى