إسرائيل وإيران على “حافة الصدام”… ما الأهداف المحتملة وما هي ردود الفعل الدولية؟
منذ إطلاق إيران 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل في تشرين الأول/ 1 أكتوبر 2024، تصاعدت التوقعات حول رد عسكري إسرائيلي محتمل، وكان الهجوم الإيراني هو الثاني خلال ستة أشهر ويُعتبر ردًا على سلسلة من الاغتيالات المنسوبة لإسرائيل.
وفي بيان مصور، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “ارتكبت إيران خطأً فادحًا الليلة، وستدفع الثمن، لا يفهم النظام الإيراني تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا”، ومع ذلك، نقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أن نتنياهو أبلغ إدارة بايدن أن إسرائيل ستركز على الأهداف العسكرية فقط، مستبعدة استهداف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، لتفادي اندلاع حرب شاملة.
اعتبارات سياسية قبل الانتخابات الأمريكية
وأفادت معلومات حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” تشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي قد يحدث قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، ويهدف هذا التوقيت إلى تفادي تأثير الضربة على الحملة الانتخابية، إذ تخشى إدارة بايدن أن يؤدي التصعيد إلى ارتفاع أسعار النفط أو إشعال حرب في المنطقة، وهو ما قد يضر بشعبية الحزب الحاكم.
ومن جهة أخرى، تعهدت الإدارة الأمريكية بمحاولة تهدئة الصراع، لكنها هددت أيضًا بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل في حال عرقلت الأخيرة تدفق المساعدات إلى غزة أو شنت هجومًا متهورًا على إيران.
ويذكر أنه قد تزايد الضغط على إدارة بايدن من الناخبين الشباب والديمقراطيين بسبب الوضع في غزة، حيث تشير التقارير إلى مقتل نحو 42 ألف فلسطيني خلال العام الماضي، وفي ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة، عبّر الأمريكيون العرب عن استيائهم من موقف الإدارة تجاه غزة، مما قد يؤثر على نتائج الانتخابات هناك.
ما هي المنشآت النووية الإيرانية المستهدفة المحتملة؟
تملك إيران عدة منشآت نووية رئيسية قد تُعتبر أهدافًا محتملة في أي مواجهة، منها مفاعل بوشهر: أول محطة طاقة نووية في إيران بقدرة 1000 ميغاواط، تسعى طهران إلى زيادتها إلى 3000 ميغاواط، ونطنز: أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران، كان هدفًا لعدة محاولات تخريب سابقة.
ومفاعل فوردو: منشأة تحت الأرض أُعيد تنشيطها عام 2019 بعد تعليقها ضمن الاتفاق النووي لعام 2015، وأصفهان: مركز تقني يضم منشآت لتصنيع صفائح الوقود وتحويل اليورانيوم، ومفاعل أراك (خونداب): أُغلق جزئيًا في 2015 وأُعيدت هيكلته لاحقًا، مما يعكس تعقيدات الاتفاق النووي.
العلاقات “الإسرائيلية-الإيرانية” في ظل التصعيد
ويتعمق العداء بين إيران وإسرائيل بسبب الخلافات الدينية والسياسية، وتحديدًا منذ ثورة 1979. تدعم إيران فصائل مثل حماس وحزب الله، مما يزيد التوترات مع إسرائيل التي تصنف هذه الجماعات كإرهابية.
وفي ظل هذه الظروف، يظل مستقبل التصعيد معتمدًا على توازن معقد بين المصالح السياسية والأمنية للطرفين، إلى جانب الضغوط الدولية لتفادي مواجهة واسعة النطاق في المنطقة.
منشآت النفط الرئيسية في إيران
تعتمد إيران في تصدير النفط بشكل رئيسي على جزيرة خرج في الخليج العربي، حيث تضم خزانات ضخمة ومركزًا لتصدير النفط، في محافظة خوزستان، تعد مصفاة عبادان أكبر مصفاة في البلاد بطاقة معالجة 630 ألف برميل يوميًا، وقد تعرضت لأضرار خلال الحرب الإيرانية-العراقية.
وفي محافظة بوشهر، تعد محطة عسلوية قرب حقل بارس الجنوبي من أهم مواقع إنتاج الغاز. كذلك، تلبي مصفاة أصفهان، بطاقة 375 ألف برميل يوميًا، احتياجات السوق المحلية، إلى جانب مصفاة بندر عباس (350 ألف برميل يوميًا) ومصفاة طهران (250 ألف برميل يوميًا).
وأشارت المعلومات إلى أن الأهداف الإسرائيلية تتنوع وفق مستوى التصعيد، وتشمل القواعد العسكرية والصاروخية الإيرانية، حيث تُخبئ إيران صواريخها تحت الأرض على عمق 500 متر، وتستخدم قواعد مثل خرم آباد وكنشت كانيون وبنج بيليه لشن هجمات مفاجئة.
وإسرائيل قد تستهدف أيضًا القواعد الجوية وأصول الحرس الثوري، مع إعطاء أولوية مؤجلة لضرب البرنامج النووي. استهداف منشآت النفط قد يُستبعد لتجنب تصعيد واسع.
تشمل الهجمات الإسرائيلية استخدام صواريخ كروز جوية وباليستية، إضافة إلى غواصات دولفين القادرة على إطلاق صواريخ بوباي توربو.
وتحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري قوي في المنطقة، مع 43 ألف جندي وقواعد في دول متعددة، وتعزيزات تشمل سربًا إضافيًا من طائرات F-22، كما تستخدم قاذفات الشبح B-2 لضرب الحوثيين وتحذير إيران، فيما تراقب الصين التطورات عن كثب نظرًا لعلاقاتها مع إيران، وقد تؤدي تداعيات الصراع إلى إعادة تشكيل التحالفات والطاقة على المستوى الجيوسياسي.