هل تسببت سياسة ميركل الاقتصادية بجعل ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي؟… كبير المستشارين الاقتصاديين الألمان سابقًا يجيب
نقلت صحيفة “ذا فايننشال تايمز”، في تقريرها المدفوع، اليوم الأحد 1 تشرين الأول/ أكتوبر، عن كبير المستشارين الاقتصاديين السابق لأنجيلا ميركل، لارس هندريك رولر، اعترافه بأن “سياساتها جعلت ألمانيا تعتمد بشكل مفرط على الغاز الروسي، وكان ينبغي للبلاد، بعد فوات الأوان، أن تفعل المزيد لتنويع إمداداتها من الطاقة”.
وقالت “ذا فايننشال تايمز”، في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه إن “رولر قال: لو كنا نعرف آنذاك ما نعرفه الآن، لكنا بالطبع تصرفنا بشكل مختلف”.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys” أن “رولر أصر على أن صادرات الطاقة الروسية الوفيرة والرخيصة قدمت دفعة هائلة للاقتصاد الألماني، وساعدت في ضمان نمو لعشر سنوات متتالية”.
لقد ساعدتنا الطاقة الروسية في تحقيق معدلات نمو قوية دفعت ثمن أشياء لم نكن لنحصل عليها لولا ذلك، لمدة 10 إلى 15 سنة، وهي أشياء لم تكن ممكنة لولا ذلك. كبير المستشارين الاقتصاديين السابق لأنجيلا ميركل، لارس هندريك رولر
وأصر رولر أيضًا على أن ميركل، التي شغلت منصب المستشارة من عام 2005 إلى عام 2021، ليس لديها خيار سوى الرهان بشكل كبير على الغاز الروسي بعد أن قررت التخلص التدريجي من الطاقة النووية، وفقًا للصحيفة.
وأشار رولر إلى أن قرار استيراد الغاز من روسيا “كان محل إجماع في المجتمع الألماني في ذلك الوقت، ويمكنك الجدال حاليا حول ما إذا كان هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله”.
وأكد رولر أن “موسكو أيضًا أثبتت أنها شريك موثوق في مجال الطاقة على مدى عدة عقود من الزمن، حيث كان غازها يتدفق طوال فترة الحرب الباردة”، مضيفًا: “لكن النتيجة هي أننا أصبحنا، في النهاية، معتمدين بشكل كبير على الغاز الروسي، وهذه حقيقة”.
ووفقًا لتقرير فايننشال تايمز، فقد واجهت ميركل انتقادات متزايدة منذ تركها منصبها لأنها سمحت لألمانيا بالاعتماد بشكل كبير على الطاقة الروسية، حتى بعد أن أصبح من الواضح أن الكرملين مستعد لاستخدام صادراته من النفط والغاز كسلاح جيوسياسي.
وبحسب التقرير، فإنه بحلول الوقت الذي شنت فيه روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، كانت تمثل 55% من واردات ألمانيا من الغاز.