بعد وفاة رئيسي… إيران تؤجل استئناف المحادثات التجارية مع كينيا
ألغت إيران المشاورات التي كان من المقرر أن تجرى في نيروبي الأسبوع الماضي، وكانت المحادثات تهدف إلى تجديد التعاون الاقتصادي بعد عقد من الزمان من الاتفاق على سلسلة من التعهدات، ولكن لم يتم الوفاء بها قط.
بناءً على طلب طهران، تم تأجيل المحادثات الثنائية بين إيران وكينيا، والتي كان من المقرر أن تعقد في نيروبي من 18 حزيران/ يونيو، إلى أواخر آب/ أغسطس أو ربما أيلول/ سبتمبر، ويأتي هذا الإلغاء بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم مروحية في 19 أيار/ مايو.
وزار رئيسي نيروبي في تموز/ يوليو 2023، عندما وقعت حكومته خمس مذكرات تفاهم مع إدارة الرئيس الكيني ويليام روتو، ويجري حاليًا التفاوض على نصف دزينة أخرى، تهدف جميعها إلى إحياء التعاون الاقتصادي وإعادة التوازن التجاري، بعد عشر سنوات من سلسلة من الالتزامات الثنائية التي لم يتم الوفاء بها حتى الآن، وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”.
اجتماعات تحضيرية
وبحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”، عُقدت عدة اجتماعات تحضيرية في الأسابيع الأخيرة بين السفير الإيراني في نيروبي، علي غلامبور، ومسؤولين من مختلف الوزارات الكينية، بما في ذلك وزارات التجارة والشؤون الخارجية.
وفي البروتوكولات الموقعة في نيروبي العام الماضي، التزمت إيران بدعم كينيا في مجالات مثل البحث التكنولوجي والثروة الحيوانية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما أعلنت طهران عن نيتها إنشاء مصنع لتجميع السيارات في مدينة مومباسا الساحلية، بالإضافة إلى ذلك، تعهدت من خلال البيت الإيراني للابتكار والتكنولوجيا بتعزيز احتضان الشركات الناشئة والصناعات الإبداعية الكينية.
وكانت هذه الالتزامات تهدف إلى معالجة مخاوف روتو بشأن اختلال التوازن التجاري بين البلدين، وفي الوقت الحالي، يصب هذا في صالح إيران، التي زادت صادراتها من البيتومين وفحم البترول بأكثر من 60% منذ عام 2017، وعلى العكس من ذلك، نمت الصادرات الكينية، مثل الشاي والقهوة، إلى الخليج الفارسي بنسبة 2.7% فقط خلال نفس الفترة.
الطاقة النووية
في طهران في عام 2014، تعهدت إيران بدعم قطاع الطاقة في كينيا، وخاصة الطاقة النووية، لكن هذا الالتزام لم يتحقق أيضًا، وتأمل كينيا، التي تواجه حاليًا أزمة طاقة كبيرة، في البدء في بناء محطة للطاقة النووية بحلول نهاية العقد.
وفي عام 2022، وقعت وكالة الطاقة النووية والطاقة (NuPEA) اتفاقيات تعاون مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وسلوفاكيا وكوريا الجنوبية بشأن هذه المسألة.
وحتى الآن، لم تبدأ NuPEA أي مفاوضات شراكة مع إيران، وفي عام 2014، التزمت الحكومة الإيرانية أيضًا بالاستثمار في قطاعات الإسكان والزراعة والبنية التحتية في كينيا، ولكن لم تتحقق أي شراكات جوهرية على مدى العقد الماضي، وكان من المتوقع أن تكون كل هذه المواضيع على جدول أعمال محادثات الأسبوع الماضي.
وفي الوقت نفسه، حددت الحكومة الكينية العديد من المجالات التي يمكن فيها إعادة التوازن إلى التجارة، وتشمل المنتجات الزراعية الرئيسية التي أبرزها مسؤولو وزيرة التجارة ريبيكا ميانو المكسرات والخضروات والفواكه (خاصة الأفوكادو) واللحوم والأسماك، وتأمل الوزيرة أيضًا في توقيع اتفاقية ثنائية بشأن صادرات الخدمات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.