اقتصاد

بعد تقييم المخاطر… باريس تسعى إلى تعزيز الاستثمار في الصحراء الغربية

وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها «بوليتكال كيز | Political Keys»، فمن دون تغيير جذري لموقفها السياسي بشأن الصحراء الغربية، تعمل وزارة الخارجية الفرنسية الآن على تشجيع الشركات الفرنسية على الاستثمار في المنطقة المتنازع عليها.

وبحسب ما اطلعت عليه «بوليتكال كيز | Political Keys»، ففي أعقاب زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى الرباط الشهر الماضي، درست وزارة الخارجية بعناية مذكرة حول الصحراء الغربية، قدمها سفير فرنسا في المغرب، كريستوف لوكورتييه.

وفي الوثيقة، دعا لوكورتييه سيجورنيه إلى استكشاف إمكانية قيام الشركات الفرنسية باستخدام أدواتها المالية لدعم المشاريع داخل الأراضي المتنازع عليها.

وعلى الرغم من أن باريس لم تعترف رسميًا بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، إلا أن اللاعبين الماليين الفرنسيين، بي بي آي فرانس وبروباركو، حصلوا على الضوء الأخضر في منتصف آذار/ مارس، إذ حصلوا على موافقة من وزارة الخارجية الفرنسية، Quai d’Orsay، لتوسيع ملعبهم جنوبًا إلى الحدود الموريتانية، بعد تقييم المخاطر السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية من قبل مكتب سيجورني.

وكان “اليوم الاقتصادي المغربي-فرنسا”، وهو مؤتمر عقدته غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في المغرب (CFCIM) في مدينة نانت الفرنسية في وقت مبكر من هذا العام، قد ألمح بالفعل إلى رغبة باريس في تعزيز مصالحها الاقتصادية في الصحراء الغربية.

وقد تمت دعوة ثلاثة مراكز استثمار جهوية مغربية -كلميم واد نون والعيون الساقية الحمراء والداخلة واد الذهب- لحضور هذا التجمع.

فرص لا تعد ولا تحصى

وبعد بضعة أسابيع، سافر لوكورتييه شخصيا إلى كلميم، 230 كلم شمال الصحراء الغربية، لتدشين فرع جديد للمركز، وفي هذه الأثناء، كانت حافلة المعهد الفرنسي المتنقلة للوسائط المتعددة والثقافة، Bibliotobiss، تتوجه إلى الصحراء الغربية للمرة الأولى.

وأثار إعلان الملك محمد السادس أواخر العام الماضي عن رغبة المغرب في تطوير ساحل المحيط الأطلسي اهتمامًا محمومًا من قبل اللاعبين الاقتصاديين الدوليين بمشاريع تقع في الصحراء الغربية.

وتمثل محطات تحلية المياه، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وبناء ميناء الداخلة الأطلسي، والطريق السريع الكهربائي بين الداخلة والدار البيضاء، والصادرات الزراعية، فرصًا تجارية في الإقليم – وباريس مترددة في السماح للمستثمرين الإماراتيين أو الأمريكيين أو الصينيين، الذين هم جميعًا أظهروا الاهتمام بالفعل، والوقوف في طريق لاعبي الأعمال الخاصة بها.

ومن المقرر أن يسافر وزيران فرنسيان إلى العاصمة المغربية في نيسان/ أبريل -وزير التجارة فرانك ريستر قريبًا ووزير الاقتصاد برونو لومير في نهاية الشهر- مما يعزز الطابع الاقتصادي للاستراتيجية الدبلوماسية الفرنسية تجاه المغرب.

وفي حين أن الرباط لم تتخل عن إقناع باريس بمواءمة موقفها بشأن الصحراء الغربية مع الموقفين الإسباني والأمريكي -على سبيل المثال خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل الصيف- تركز فرنسا في الوقت الحالي على تحقيق تقدم ملموس على الصعيد التجاري.

إنجي في الطليعة

قادت شركة الطاقة إنجي الطريق للاعبين الفرنسيين في مشاريع البنية التحتية الكبيرة في الصحراء الغربية، وتقوم الشركة ببناء محطة لتحلية المياه تعمل بطاقة الرياح بالداخلة منذ عام 2019.

وبدون اللجوء إلى الأدوات المالية الفرنسية التقليدية، اختارت إنجي في ذلك الوقت المشاركة في تمويل الأسهم بالتساوي مع شريكها في مشروع ناريفا، المدى، فرع الطاقة التابع للشركة الملكية المغربية القابضة، والآن، وبدعم من وزارة الخارجية الفرنسية، تتطلع إنجي بالفعل إلى مشروع الطريق السيار الكهربائي الداخلة-الدار البيضاء.

وسعت كاثرين ماكجريجور، الرئيس التنفيذي لشركة إنجي، -التي تعتبر من محبي المغرب، بعد أن أمضت أول 14 عامًا من حياتها في المملكة- على الفور إلى التغلب على التوترات الدبلوماسية الفرنسية المغربية عندما تولت رئاسة الشركة في عام 2021، وقامت بزيارة المغرب في منتصف آذار/ مارس، والتقى ماكجريجور مع نائب وزير الاستثمار محسن الجزولي ووزير الصناعة رياض مزور وآخرين، ورافقها طوال فترة إقامتها مبعوث إنجي إلى المغرب، لويك جيجيرت هوبر، الذي يرأس وحدة الشركة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ أيلول/ سبتمبر 2022.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى