أصبحت كرة القدم محورية في مشروع بناء الثقافة والأمة في الرياض، لكن النجاح حتى الآن جاء بثمن باهظ، وفي محاولة لجعل الصناعة أقل اعتمادًا على الدولة، لجأت وزارة الرياضة إلى خبراء التراث الثقافي.
ووفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” كلف الاتحاد السعودي لكرة القدم المؤرخ الفرنسي بيير لانفرانشي بالإشراف على تطوير مشروع تراث كرة القدم الوطني حيث تحاول البلاد زيادة السياحة الكروية المحلية والدولية.
من المتوقع أن ينشئ لانفرانشي، أستاذ التاريخ الثقافي في جامعة دي مونتفورت في إنجلترا، نسخة دائمة من متحف الصقور الخضراء الذي أقامه الاتحاد السعودي لكرة القدم في قطر خلال كأس العالم 2022، والذي يعرض أسماء بارزة وقصص من تاريخ كرة القدم السعودية.
يعمل الفرنسي جنبًا إلى جنب مع المغربي هشام العمراني، طالبه السابق الذي يشغل الآن منصب مدير العلاقات الدولية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من وزارة السياحة السعودية الذين تم اختيارهم لتقديم المشورة بشأن جوانب الإرث لكأس العالم المخطط لها 2034.
ومن بين كبار المسؤولين الحكوميين العاملين في حملة 2034 حماد البلوي، رئيس الاستثمار السياحي سابقًا بوزارة السياحة، والذي نُقل إلى وزارة الرياضة في عام 2022 قبل تعيينه رئيسًا للجنة عرض الاتحاد السعودي لكرة القدم في يناير 2024، عبد الرحمن السويدان، المسؤول السابق في الهيئة الملكية للعلا، المسؤول عن أعمال التراث في مدينة الواحة القديمة، أعيد تعيينه بشكل مماثل في وزارة الرياضة العام الماضي قبل تعيينه أيضًا، في كانون الثاني/ يناير، في منصب كبير في فريق “وحدة العرض” في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
المشاركة الخارجية
ووفقًا للمصادر، يعمل المغربي العمراني، الذي كان في السابق رئيس عرض المغرب الفاشل لاستضافة كأس العالم 2026، أيضًا على دفع استراتيجية شراكة الاتحاد السعودي لكرة القدم مع الاتحادات الكروية الخارجية.
وأجرى رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل جولات عالمية منتظمة لتوقيع مذكرات تفاهم مع هيئات كرة القدم في الخارج، ووعد معظمها بالتعاون في تطوير اللاعبين والمدربين والمباريات الودية المنتظمة و”تعزيز البنية التحتية لكرة القدم”.
وعلمت “بوليتكال كيز | Political Keys” أن رئيس اتحاد كرة القدم السعودي آل مشعل وقع على ما لا يقل عن ثماني مذكرات تفاهم مع رؤساء اتحادات كرة القدم الأجنبية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) في أيار/ مايو من العام الماضي، وهو هيئة تمثل 54 دولة، مع الدوري الياباني في أيار/ مايو 2024، ومع الاتحاد الباكستاني لكرة القدم في نوفمبر من العام الماضي، كما تم توقيع مذكرات تفاهم مع الهند وسوريا والصين.
ويُنظر إلى استراتيجية الشراكة على أنها وسيلة للرياض لكسب ود الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قبل مؤتمر الفيفا الاستثنائي في كانون الأول/ ديسمبر، عندما سيصوت الممثلون للتصديق على دور المملكة العربية السعودية في استضافة كأس العالم 2034.
كما ستوفر الروابط مع الدوريات الأخرى لاتحاد كرة القدم السعودي أسواق إعارة للاعبيه الأصغر سنًا، وفي عام 2019، أنشأت وزارة الرياضة السعودية أكاديمية صقور المستقبل، والتي تخضع الآن للسيطرة المباشرة للاتحاد السعودي لكرة القدم، ومقرها مدينة سالو الساحلية الإسبانية في منطقة كتالونيا، وتتولى مهمة تطوير مواهب الجيل القادم، ويشرف عليها مدرب أكاديمية أولمبيك مرسيليا السابق ناصر لارجيت.