بعد استقالة “باتيلي” متشائمًا… من هم المرشحون لمنصب المبعوث الأممي الخاص لليبيا
يتنافس العديد من الدبلوماسيين من الجزائر وألمانيا وموريشيوس على أن يصبحوا المبعوث الخاص التالي للأمم المتحدة إلى ليبيا بعد استقالة السنغالي عبد الله باتيلي في نيسان/ أبريل الماضي.
وعندما استقال السياسي السنغالي عبد الله باتيلي من منصبه كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا في نيسان/ أبريل، حذر من أنه “لا توجد طريقة يمكن للأمم المتحدة أن تعمل بها بنجاح” في البلاد بسبب “الافتقار إلى الإرادة السياسية والقدرات الجيدة والإيمان من قبل القادة الليبيين”، ولم يمنع تشاؤمه العديد من الخلفاء المحتملين.
ومن بين هؤلاء كريستيان باك، وهو دبلوماسي ألماني يقدم عرضًا ثانيًا لهذا المنصب، بعد أن ألقى قبعته لأول مرة في حلبة الأمم المتحدة قبل عامين، وعمل باك سفيرا في طرابلس بين عامي 2016 و2018، ثم، حتى عام 2022، مديرا لوزارة الخارجية الألمانية للشرق الأدنى والأوسط، ومنذ ذلك الحين مبعوثا خاصا لبلاده إلى ليبيا.
وبحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”، فعلى الرغم من دعم برلين له، إلا أن فرصه تعتبر ضئيلة، بالنظر إلى ديناميكيات القوة داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
إن تعيين الأمريكية ستيفاني كوري في شهر آذار/ مارس في منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام المسؤول عن الشؤون السياسية يقلل بشكل كبير من احتمال أن يصبح دبلوماسي غربي آخر رئيسها على رأس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
كما أعلن رمضان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري في الفترة من تموز/ يوليو 2021 إلى آذار/ مارس 2023، ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر الممثل الخاص للأمين العام في السودان (منظمة العفو الدولية، 17/11/23)، عن ترشحه أيضًا.
وزادت الجزائر، التي تتمتع بمقعد في مجلس الأمن، من نفوذها داخل الأمم المتحدة، حيث يمثلها عمار بن جامع الناشط في قضية غزة، ومع ذلك، لم يحافظ لعمامرة على علاقة بعيدة مع عبد المجيد تبون منذ أن أقاله الرئيس وعين مكانه أحمد عطاف، وعلى الرغم من أن لعمامرة يحظى بشعبية داخل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، إلا أن الجزائر تبدو مترددة في دعم محاولته لخلافة باتيلي، بحسب معلوماتنا.
أما المرشح البارز الثالث فهو محمد الحسن ولد لبات، أستاذ القانون الموريتاني الذي يشغل حاليا منصب رئيس ديوان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، الذي لا يستبعد دعمه، ومع ذلك، لا يتمتع ولد لبات بدعم الرئيس محمد ولد الغزواني، ويكافح من أجل الحصول على الدعم داخل الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي، حيث يسبب تأثيره على فكي الانقسام، وفق المعلومات التي حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”.
فضلًا عن ذلك فإن الجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي لحل الصراعات تبدو ضعيفة، وفيما يتعلق بالقضية الليبية، يعتمد ولد لبات على شبكات تحيط بالرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو، الذي يرأس اللجنة الرفيعة المستوى التابعة للاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا.
ولم يعط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أولوية لسد الفجوة التي خلفها باتيلي، بينما يتولى كوري منصب الرئيس المؤقت، ومع ذلك، فإن صلاحيات كوري محدودة أكثر بكثير مما كانت عليه صلاحيات باتيلي خلال فترة ولايته.