خوفًا على رياضييها من الاستهداف… إسرائيل تخشى المشاركة في الألعاب الأولمبية بباريس
بدأت عدة وفود أجنبية تتحدث علنًا عن مخاوفها الأمنية المتزايدة بشأن افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس الشهر المقبل، مبتعدة عن الخط الدبلوماسي الرسمي بعدم التطرق إلى الموضوع.
ووفقًا لمعلومات خاصة اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، أثارت الانتخابات البرلمانية المبكرة المقبلة في فرنسا المزيد من المخاوف الأمنية بين الوفود الأمنية الأجنبية في باريس قبل دورة الألعاب الأولمبية الشهر المقبل، وسط التوترات التي أثارتها الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت مصادر “بوليتكال كيز | Political Keys”، إن الحدود الأمنية للوفود الأمريكية والإسرائيلية ارتفعت بشكل حاد، حيث أصبحوا منشغلين بشكل خاص بالقدرات الأمنية لفرنسا، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذا الوضع على مشاركة فرقهم في الحدث.
وأضافت: نحن نفهم أن المسؤولين الأمريكيين بدأوا ينصحون الرياضيين الوطنيين بعدم ركوب السفن التي ستبحر في نهر السين خلال حفل الافتتاح المقرر في 26 تموز/ يوليو، إن ثقة الفرق الأمريكية في نظرائها الفرنسيين، الذين يحاولون طمأنة الآخرين من دون التقليل من المخاطر التي ينطوي عليها الأمر، بدأت تتراجع، كما يبدو أن مستوى استعدادهم قد تراجع.
لكن يبدو أن واشنطن لديها خطة تقييم أمنية خاصة بها في الفترة التي تسبق دورة ألعاب باريس، حيث أنشأت واشنطن مركز عمليات مشتركة (JOC) مقره في السفارة الأمريكية في باريس، ويضم أكثر من 75 ضابط اتصال من وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخارجية وجميع الوكالات الأمنية الأمريكية الأخرى، وفقًا لأحد أعضاء مجلس الأمن، JOC، ويعمل المركز نيابة عن ثلاثة أعضاء آخرين في تحالف العيون الخمس (أستراليا وكندا ونيوزيلندا)، الذين يتناوبون على رئاسة اللجنة العملياتية المشتركة، في حين أن سفارة المملكة المتحدة لديها مركز عمليات خاص بها.
ولدى مديرية التعاون الأمني الدولي (DCIS) التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية أيضًا ممثلون في قيادة العمليات المشتركة، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية بين أجهزة الأمن الفرنسية ووزارة الخارجية، وقد أعرب الأخير عن إحباطه إزاء الروتين وأرسل شكوى شبه رسمية إلى الوزارة بشأن حقيقة أن الدبلوماسيين الأمريكيين وحلفائهم لم يحصلوا على تصاريح دخول إلى المناطق المحظورة أثناء الألعاب، وبالتالي انتهاك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
من جانبها، أصبحت السفارة الإسرائيلية في باريس المسؤولة عن أمن الرياضيين الوطنيين، تشعر بقلق متزايد، وتزايدت المخاوف المتكررة بشأن احتمال وقوع هجوم في فرنسا بسبب الدعوات المتزايدة من حزب فرنسا الأبية (LFI) لتقييد مشاركة الرياضيين الإسرائيليين في ألعاب باريس.
وفي شهر شباط/ فبراير، ضغط حزب الخضر “Europe Écologie-Les Verts” على اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) لفرض عقوبات على إسرائيل، ويقع أحد أماكن الألعاب في مدينة سين سان دوني، حيث تتمتع منظمة LFI بدعم قوي من السكان المسلمين المحليين.
إن أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي لا تزال تعاني من آثار مقتل أحد عشر رياضيًا إسرائيليًا في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 على يد مسلحين فلسطينيين، لذلك لا تثق كثيرًا في نظيراتها الفرنسية، ومما زاد الطين بلة، أن وزارة الدفاع الفرنسية ألغت مشاركة إسرائيل في معرض الدفاع الأوروبي، الذي يقام هذا الأسبوع خارج باريس، لأن “الشروط” لم يتم استيفاؤها وفقًا لمنظميه، على الرغم من أن الوزارة نفت ذلك في البداية.