نفذت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت 2 كانون الأول/ ديسمبر، قصفًا مكثفًا عبر المقاتلات والمدفعية والزاورق على عدة مناطق في قطاع غزة، خاصة مدينة “خانيونس”.
وقالت مصادر فلسطينية؛ إن الاحتلال نفذ أحزمة نارية عنيفة في “خانيونس”، وشن غارات عنيفة على منازل السكان في الشيخ نصر وبني سهيلا، ووصلت شظايا القصف العنيف إلى مدرسة تابعة للأونروا تضم مئات النازحين.
وقصفت مدفعية جيش الاحتلال مناطق زراعية في “خانيونس”، في حين قصفت الزوارق الحربية مرارًا، المناطق الساحلية للمدينة، وتسببت في دمار كبير لعدد من المنازل في المنطقة.
من جانبه، ذكر المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية في قطاع غزة أن إطلاق نار وصفه بالمكثف وقصفًا مدفعيًا طالا المناطق الشرقية لمحافظة “خانيونس”. وأشار المكتب، في بيان، إلى أن الزوارق الحربية الإسرائيلية شنت أيضًا قصفًا مكثفا على ساحل المحافظة.
إسرائيل تشن معارك برية واسعة النطاق حول “خانيونس”
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن “معارك برية واسعة النطاق” اندلعت في وقت مبكر من اليوم السبت، حول مدينة “خانيونس” في الجزء الجنوبي من القطاع. وزعم الجيش الإسرائيلي أن بعض قيادات حماس كانت موجودة في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن سكان قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي أسقط منشورات في مدينة “خانيونس” تدعو السكان إلى الفرار إلى رفح في الجنوب، لأن “المنطقة خطيرة”.
خبير عسكري يبين أسباب تركيز الجيش الإسرائيلي على اقتحام “خانيونس”
وفي السياق ذاته، توقع الخبير العسكري اللواء “فايز الدويري” في تحليله على إحدى القنوات التلفزيونية، أن يركز “الاحتلال” على مدينة “خانيونس” يونس في الجنوب لكونها الأكبر مساحة، مرجحًا الدخول إليها من خلال جانبيها بهدف فصلها عن رفح وكذلك عن دير البلح ومخيمات المنطقة الوسطى و”من ثم تطوير العمليات بحال حقق نجاحًا”.
واستند الخبير العسكري في توقعه بحدوث “السيناريو الأسوأ” المتمثل بهجوم كامل على القطاع، إلى التحذيرات التي وجهها جيش الاحتلال إلى خان يونس وقال إنها “منطقة قتال خطيرة”، وطالب معظم سكانها بالنزوح إلى مدينة رفح في أقصى الجنوب.
وأشار إلى أن الخطة الدفاعية لعناصر “المقاومة” في “خانيونس” لم تختبر سوى مرة وحيدة قبل بدء العملية البرية على شمال القطاع، وقال إن كتائب القسام أبلت وقتها بلاء حسنًا بالتصدي لقوة إسرائيلية متوغلة وأوقعتها بين قتيل وجريح.
وأكد “الدويري” أن هذه المناطق الجنوبية تحتاج لقصف مكثف لتسطيح الأرض قبل الدخول البري، لكنه شكك في الوقت عينه أن يكون الهجوم الإسرائيلي فيها مثلما كان في الشمال.
وحول إمكانية عودة الآليات العسكرية الإسرائيلية إلى غزة وشمالها، أوضح “الخبير العسكري” أن جيش الاحتلال سحب معداته من معظم المناطق والساحات قبل سريان الهدنة المؤقتة لإعادة تأهيلها وتجهيزها قرب السياج وبعضها تمركز داخل غلاف غزة.
وأضاف أن الدخول مجددًا إلى المناطق – التي كان قد توغل فيها – غير سهل ولكن لن يكون بصعوبة المرحلة الأولى بعد التغلب على بعض العوائق، وشدّد على أنه يتحدث هنا حول حرية الحركة وليس طبيعة “المقاومة”.
ويعتقد “الدويري” أن العمليات الإسرائيلية تحتاج شهرين وليس شهرَا مثلما قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لصحيفة “فايننشال تايمز”، عازيً ذلك إلى أن بعض مناطق غزة دخلها “الاحتلال” خلال 24 ساعة ومعظمها مساحات زراعية فارغة مثل جحر الديك.