حسين عابديني يكتب في «بوليتكال كيز | Political Keys»: إلى أين قاد الحوار الدولي مع النظام الايراني؟
حسين عابديني
نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا
أعوام عديدة والمجتمع الدولي منهمك بالتحاور والتواصل مع النظام الايراني وأصرت وتصر بعض من الاوساط الدولية على أهمية اللجوء لمنطق الحکمة والتعقل عند التصدي للملف النووي الإيراني وقضايا أخرى تتعلق بهذا النظام، هذا الأسلوب الذي يفضله بطبيعة الحال النظام الإيراني لأنه يوفر له غطاءًمفيدًا لدوره ونشاطاته، من المفترض أنه -وبعد کل هذه الأعوام التي مرت، ولاسيما بعد إبرام الاتفاق النووي في عام 2015- قد قاد إلى نتيجة إيجابية ما، فهل حدث شئ من ذلك ولاسيما بعد مرور کل هذه الاعوام؟
ليس من المرجح بل ومن المؤکد أيضا بأنه لم تکن هنالك أية نتيجة إيجابية إطلاقًا وإنما يجدر تسميته وتشبيهه بجدل بيزنطي عقيم بالنسبة للمتحاورين مع النظام الإيراني، أما بالنسبة للنظام الايراني، فقد کان و لايزال الطرف الأکثر ربًحا واستفادة واستغلالا لمسألة التحاور ويکاد أن يکون أسلوبه أشبه بالتاجر الکذاب الذي يعد المتعاملين معه بالکثير من الوعود العسلية بتعاملهم معه مستقبلا، ولکن من دون أن يفي بوعود ويصدق بقوله، النظام الإيراني وطوال الأعوام المنصرمة وبشهادة مختلف الأوساط السياسية و الإعلامية نجح الى حد بعيد في خداع المجتمع الدولي و التمويه عليه و لم يکن للمجتمع الدولي من نتيجة سوى الذهاب من طاولة مفاوضات الى أخرى ومن جولة مباحثات الى جولات أخرى و هکذا دواليك.
ملاحظة مهمة جدًا ومن المهم الإشارة إليها، وهي أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، کان الطرف الوحيد في العالم الذي نبه المجتمع الدولي الى هذه الحقيقة وأکد على أن النظام الايراني يستغل عامل الوقت ويوظفه لصالحه بخبث بالغ، وأکد هذا المجلس أيضا مرارا و تکرارا الى ان هذا النظام لايفقه أي أسلوب سوى أسلوب القوة، ذلك لأنه نظام قمعي بني أساسًا على لبنات العنف والسطوة والقوة وهو لا ولم ولن يؤمن بالحوار والتواصل والاتفاق مع الآخرين وإنما يؤمن بقمع وإقصاء الآخرين بکل الوسائل والسبل المتاحة وغير المتاحة، وإن الهدف الأساسي والأهم له هو تحقيق أهدافه وغاياته ومن غير المعقول التعويل على حوار وتفاهم مع نظام يؤمن بهکذا نهج استبدادي، وأن الحوار ومنطق الحکمة لمن يؤمن به وليس لمن يرفضه ويتجاهله عن قصد وسابق إصرار.
الحوار والتواصل مع هذا النظام وبصورة خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي له، لم يؤدي إلى أية نتيجة حاسمة بل وحتى إن الاتفاق النووي لعام 2015، لم يکن إلا إتفاقا هشًا وغير متماسك حيث ظل يواصل نشاطاته المشبوهة في تطوير برنامجه النووي، ولو قمنا بمقارنة برنامج النظام بعد إبرام الاتفاق النووي مع ماقد آل إليه حاليًا فإن الفرق کبير.
أما التواصل معه فيما يخص تدخلاته في بلدان المنطقة والعالم، وحتى بعد عودة علاقاته مع دول في المنطقة، فإن ذلك لم يغير في طابعه ودوره العدواني شيًئا خصوصًا وإن له ضلعًا کبيرًا في إشعال وتأجيج الحرب في غزة، وکذلك فيما يخص برامجه الصاروخية وغيرها، فإن التحادث والتواصل الدولي معه لم ولن يؤدي الى أية نتيجة سوى منحه المزيد من المساعدة للبقاء والاستمرار.
اقرأ أيضًا:
تصريحات مسؤولي النظام الإيراني… العبرة في الافعال وليس في الادعاءات والمزاعم
المقالات التي تنشرها «بوليتكال كيز | Political Keys» على موقعها الرسمي تعبر عن آراء كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي فريق العمل والتحرير. بوليتكال كيز