تصريحات مسؤولي النظام الإيراني… العبرة في الافعال وليس في الادعاءات والمزاعم
بقلم: حسين عابديني/ نائب مدير مكتب “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” في بريطانيا
منذ أکثر من ثلاثة أشهر والقادة والمسؤولون في النظام الإيراني يملؤون الدنيا صخبًا بادعاءات ومزاعم مختلفة بمختلف الاتجاهات، يستشف من خلالها أن نظامهم قد تجاوز کل التحديات والتهديدات المحدقة به وصار أمرًا واقعًا، وهذا مايمکن لمسه حاليًا في وسائل إعلام النظام الايراني بکل وضوح. وقطعًا فإن هذه الادعاءات والمزاعم لو عرضناها على الواقع الإيراني والإقليمي والدولي، فإننا لانجد لها من أي دور أو صدى أو انعکاس.
منذ 16 أيلول/ سبتمبر 2022، وحتى بدايات العام 2023، فإن سمعة النظام الايراني فيما يخص أوضاعه الداخلية وسمعته الإقليمية والدولية صارت على المحك، ولذلك فإنه لم يجد مناصًا من إن يقوم بمناورة غير عادية لمواجهة ماقد آل إليه، وبطبيعة الحال فإنه ولکي يقوم بتنفيذ مخططه الذي يوحي بقوته وتماسکه ومن أنه قد تجاوز الأخطار والمحن، قام ومن خلال تقديم عدة تنازلات إقليمية ودولية، فقد بنى على أساس ذلك صرح ادعائاته ومزاعمه الکاذبة والواهية.
الورطة الکبيرة التي وقع بها النظام الإيراني بعد 44 عامًا من حکمه الاستبدادي الذي حاول بکل الطرق والأساليب الإيحاء بأنه حکم ديمقراطي يعبر عن آمال وتطلعات الشعب الايراني، فإنه وبعد الاحتجاجات الاخيرة التي تلت قتل الشابة الکردية مهسا أميني، قد وجد نفسه في موقف صعب جدًا ولاسيما عندما رأى بأن دول العالم باتت تبني على أساس هذا الموقف الشعبي الرافض للنظام، فإنه وجد من الضرورة أن يتحرك ليتدارك الأمر؛ لأن استمراره يعني سيره ومن دون أدنى باتجاه منحدر السقوط.
عند المقارنة العملية والواقعية بين مايطلقه قادة ومسٶولو النظام الإيراني من ادعاءات ومزاعم بشأن تجاوزهم للمرحلة الصعبة التي أعقبت الاحتجاجات الاخيرة، وبين أبجديات وإحداثيات الواقع في إيران، فإننا نجد أن هناك تباينًا شاسعًا بينهما وحتى لايمکن التقريب بينهما ولو قليلًا، ولاسيما عندما نقرأ تصريحا لـ”غلام رضا نوري قزلجة”، عضو مجلس الشورى وعضو اللجنة الزراعية فيه وعضو مجموعة الخمسة أعضاء من ممثلي إيران في اللجنة التنفيذية لمجمع مجالس آسيا والذي قال فيه وهو يتحدث عن الوضع الاقتصادي – الذي قال خامنئي بأنه سيتغير نحو الأحسن – “إن الحديث عن السيطرة على التضخم، ونشر إحصائيات بهذا الخصوص، من نسيج خيال الحكومة”، مشيرًا إلى أن نسبة التضخم بلغت 120٪ ولا تعترف الحكومة إلا بـ 40٪، مؤكدًا على أن اللعب بالأرقام لا يخفى على الناس، الذين يتسوقون يوميًا.
والأنکى من ذلك ماجاء في مقالة لصحيفة”جمهوري” تحت عنوان”اخشوا انتشار الفقر بين الناس”، حيث وجهت من خلاله الخطاب إلى والد زوجة إبراهيم رئيسي، وممثل الولي الفقيه في مشهد رجل الدين أحمد علم الهدى للتحذير من “اليوم الذي يثور فيه جيش الجياع” مشيرة إلى تقسيم أصحاب السلطة “اللقمات الدسمة” فيما بينهم ومطالبتهم الناس التحلي بالصبر، وتناول وجبة أقل، والعودة إلى زمن الأكل الخفيف!