سياسة

كيف نجحت قطر بالوساطة في إطلاق سراح “المحتجزتين الأمريكيتين” من قطاع غزة؟

يقول “مراقبون وسياسيون”، إنّ قطر رسخت اسمها كوسيط دولي نزيه وموثوق به، ومن هذا المنطلق، أدارت الدوحة على مدى سنوات، جولات من التفاوض بين الأطراف المتنازعة في مختلف الملفات كمسيّر للحوار بينها، دون ممارسة أي ضغوط على الأطراف المختلفة.

فقد كان للوساطة القطرية دور في التوصل إلى اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، وفي إطلاق إريتريا سراح الأسرى الجيبوتيين، وإطلاق سراح رهائن في سوريا، وقبل ذلك أثمرت في وضع حد للفراغ الرئاسي في لبنان، وغيرها، كما عملت وما زالت تعمل على تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين.

وبحسب “المراقبين”، فإن قطر تنظر إلى السلام بشمولية، فهو في نظرها ليس وقف العنف فقط، بل إنجاح التسويات العادلة، وما تتطلبه من تعزيز للتنمية البشرية، لا سيما في مجالات التعليم والصحة العامة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والإدماج السياسي والاقتصادي.

فمثلًا في تموز/ يوليو 2021 م، تم احتجاز اثنتين من النساء الأمريكيات في قطاع غزة بعد دخولهما المنطقة عبر الحدود المصرية، وبعد عدة أسابيع من الاحتجاز، تدخلت قطر للوساطة والمساعدة في إطلاق سراحهما، وقد نجحت قطر في تحقيق هذا الهدف من خلال جهودها الدبلوماسية والإنسانية المستمرة في المنطقة.

ومعلوم أنّ قطر لديها علاقات وثيقة مع حركة حمـ.اس التي تسيطر على قطاع غزة، وهذه العلاقات تعود إلى سنوات عديدة، حيث قامت قطر بتقديم مساعدات مالية وإغاثية للسكان في القطاع.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت قطر مساعدات لإعادة إعمار البنية التحتية التي تضررت بسبب القصف الإسرائيلي المتكرر على المنطقة.

فبناءً على هذه العلاقات الوثيقة، قامت قطر بالتواصل مع حمـ.اس والجهات المعنية الأخرى في قطاع غزة للتوسط في إطلاق سراح المحتجزتين الأمريكيتين -اللتان احتجزتا مع غيرهنّ عقب معركة طوفان الأقصى- وقد قامت قطر بالتفاوض مع الجهات المعنية وتقديم الضمانات اللازمة لإطلاق سراحهما.

وبالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين قطر وغزة، فإن قطر تمتلك أيضًا علاقات واسعة مع الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى، وقد استغلت قطر هذه العلاقات للضغط على الأطراف المعنية في قطاع غزة لإطلاق سراح المحتجزتين.

وقد أعرب بلينكن خلال لقائه بأمير دولة قطر عن تقديره لجهود الدوحة في تأمين عودة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية إن إطلاق سراح الرهينتين الأميركيتين من غزة جاء بعد أيام عديدة من الاتصالات المستمرة مع جميع الأطراف.

وأضاف المتحدث، أن قطر تأمل أن يؤدي الحوار إلى “الإفراج عن جميع الرهائن المدنيين من كل الجنسيات”، مؤكدًا أن الحوار بشأن إطلاق سراح الرهائن سيستمر مع إسرائيل وحماس.

وبدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن حماس أطلقت سراح الرهينتين الأميركيتين جوديث وناتالي رعنان، وقدم بايدن شكره لقطر وإسرائيل على هذا المسعى.

كما أعرب منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي عن امتنان واشنطن للدور الذي لعبته قطر لاستعادة الرهينتين الأميركيتين، مشيرًا إلى أن استعادتهما كانت نتيجة عمل شاق مع شركاء واشنطن في المنطقة.

ويذكر أن مسؤولين أمريكيين وبريطانيين أكدوا أنهم يعملون مع قطر من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وبينهم رعايا لهم، ومن الدول الأخرى التي قالت إن لها رعايا محتجزين في غزة -تايلاند والأرجنتين وألمانيا وفرنسا والبرتغال-.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى