مع انتهاء سريان الاتفاقية اليوم… روسيا لن تلتزم بقيود مجلس الأمن على تقديم تكنولوجيا صواريخها لإيران

قالت وكالة رويترز اليوم الأربعاء 18 تشرين الأول/ أكتوبر ، إنّ روسيا أعلنت أمس إنها لم تعد بحاجة إلى الالتزام بالقيود التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تقديم تكنولوجيا الصواريخ لحليفتها إيران، فور انتهاء سريانها اليوم الأربعاء، دون أن توضح ما إذا كانت تعتزم الآن دعم برنامج إيران الصاروخي.

ووفقًا لرويترز، فقد قالت وزارة الخارجية الروسية أمس في بيان: إنّ “الإمدادات من وإلى إيران بالمنتجات الخاضعة لنظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ لم تعد تتطلب موافقة مسبقة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وحضت روسيا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إسقاط عقوباتهما التي قالت إنها “محاولة لتسوية حسابات سياسية مع طهران”، وليس لها أي آثار على “الدول الأخرى التي تتعامل مع القانون الدولي والتزاماتها بالاحترام الواجب”.

وتبعًا للوكالة، فقد قال الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء: إنه يعتزم الانضمام إلى الولايات المتحدة في إبقاء العقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني بعد انتهاء عقوبات الأمم المتحدة.

وكانت مصادر قد قالت لـ” رويترز” في وقت سابق إن هناك 3 أسباب لذلك، وهي استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية ضد أوكرانيا، واحتمال قيام إيران بنقل الصواريخ الباليستية إلى روسيا، وضرورة حرمان إيران من مزايا الاتفاق النووي الذي انتهكته بعد انسحاب الولايات المتحدة.

ويذكر أن القيود وضعت في القرار رقم 2231 لعام 2015 الذي صَدَّق على الاتفاق النووي الذي بموجبه رفعت بريطانيا والصين والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة العقوبات المفروضة على إيران مقابل قيام طهران بالحد من برنامجها النووي.

وأكملت رويترز، أنه وفي عام 2018، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وأعاد العقوبات الأميركية، وبعد ذلك قامت إيران بتسريع برنامجها النووي.

ومع انهيار الاتفاق، أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات التي تهدف إلى منع إيران من تطوير صواريخ باليستية طويلة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية. لكن هذه القيود سينتهي سريانها يوم الأربعاء بموجب “بند الغروب” المنصوص عليه في الاتفاق النووي.

ووفقًا للوكالة، فقد وثّقت روسيا العلاقات مع إيران منذ غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، ويعتقد أن الكثير من مئات الطائرات المسيرة الهجومية التي استخدمتها روسيا لقصف أوكرانيا في العام الماضي صُنعت في إيران.

وبحسب “مراقبين” أنه بالرغم من العلاقات الكبيرة بين إيران وروسيا، والتعاون العسكري بين البلدين في سوريا والزيارات المتبادلة بين كبار مسؤولي البلدين، وعزمهما فتح صفحة جديدة للعلاقات الثنائية عبر التوقيع قريبا على معاهدة التعاون الإستراتيجي طويل الأمد.

إلا “الخلاف” دبّ مؤخرًا بين البلدين، وبات العنوان الأبرز للمرحلة الحالية وسط تصعيد دبلوماسي إيراني تجاه موسكو وكانت شرارة الخلاف قد اندلعت عقب الاجتماع الوزاري السادس للحوار الإستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، الذي عقد بالعاصمة الروسية موسكو في العاشر من تموز/ يوليو الماضي.

وشهد دعم روسيا للموقف الخليجي بشأن الجزر الثلاث المتنازع عليها بين طهران وأبو ظبي في مياه الخليج، وهي: جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.

وفضلًا عن تنديد طهران بموقف روسيا واستدعاء السفير الروسي للاحتجاج و”مطالبة موسكو بتصحيح الخطأ”، فإن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، رأى توضيحات موسكو “بشأن مواصلة دعمها لوحدة الأراضي الإيرانية” غير كافية.