خاص | اشتباكات بين مسلحي القرى “العلوية” و”موالين” لحزب الله تتحول لصراع طائفي… ماذا يحدث في ريف حمص الغربي؟
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن ريف حمص الغربي شهد اشتباكات دامية منذ مساء أمس الأربعاء سقط على إثرها أربعة قتلى من العناصر التابعين لميليشيا “حزب الله” اللبناني، بالإضافة لوقوع عدد من الجرحى الذين تمّ نقلهم إلى مستشفى “تلكلخ’ الوطني لتلقي العلاج، وسط حالة من الاستنفار الأمني بمحيطه لمنع اقتراب أي أحد من المدنيين.
ووفقًا للمعلومات الخاصة، فإن الاشتباكات ووقعت إثر اختلاف عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني من بلدة المزرعة “الشيعية” مع مجموعة من أبناء بلدة الدلبوز “العلوية” حول اقتسام عائدات بيع شحنة كبيرة من حبوب الكبتاغون التي تمّ إدخالها مؤخرًا إلى محافظة حمص عبر الحدود السورية اللبنانية، ما تسبب بمقتل أربعة اشخاص من بينهم مستشار عسكري تابع لحزب الله اسمه “أبو الفضل الحسن”.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات التي بدأت على أساس خلاف مالي اتخذت منحى طائفي “شيعي-علوي” بعدما مقام أفراد عائلتي “الكور والحلبوني” إحدى أكبر عائلات الطائفة العلوية بمؤازرة أبناءها الذين تمكنوا من “دحر” أفراد حزب الله من “آل طه” الذين ينحدرون من قرية “المزرعة” وقتل ثلاثة من أبناءهم على الرغم من التحذيرات التي توعّد بها وجهاء قرية “المزرعة” الشيعية لما ستؤول إليه الأمور بعد طلب تعزيزات عسكرية من حزب الله اللبناني.
وقد حصلت ”بوليتكال كيز | Political Keys” على صورة خاصة من موقع الاشتباكات بالقرب من قرية الحيدرية بريف حمص الغربي:
وأضافت المصادر عن مصدر محلي من ريف حمص الغربي، أن أبناء القرى العلوية المتمثلة بكل من “الربوة ورام الجبل ورام العنز والدلبوز” حشدوا العشرات من أبناءهم الذين تمّ تسليحهم بشكل مباشر للتصدي لأي محاولة اقتحام لمنازل أفراد عائلتي “الكور والحلبوني” من قبل ميليشيا الحزب.
وتابعت المصادر، أنه بنفس الوقت انتشرت فيه دوريات أمنية تابعة للنظام السوري على مفارق الطرقات الفرعية المؤدية إلى قرى “العلويين” لمنع تطور الاشتباك وجرّ الريف الغربي لاقتتال طائفي “علوي- شيعي”.
وحمّل أهالي القرى العلوية القيادة الإيرانية في سورية المسؤولية المباشرة لما آلت إليه الأوضاع في المنطقة التي بقيت بعيدة عن “الصراع المسلح” طيلة أعوام الثورة السورية التي مضى عليها ما يزيد عن عقد من الزمن ولغاية الآن.
وقال “جابر جعفر” القيادي ضمن ميليشيا الدفاع الوطني الداعمة لنظام الأسد: “إن التمدد الإيراني تحت عباءة المنظمات الدينية تارة والمنظمات الخيرية والعقائدية تارة أخرى بعمق المناطق “العلوية” تمّ التحذير منه في عدّة مناسبات إلا أن العلاقات الوثيقة التي تربط إيران مع القيادة السياسية في سوريا مكّنها من الحصول مؤخرًا على قرار رسمي يتيح لها بموجبه ببناء مركز ثقافي مختص بتعليم أصول المذهب الشيعي في قرية الحيدرية الامر الذي أثار استياء الأهالي الرافضين للتمدد الشيعي ضمن المنطقة تحت أي مسمى كان”.
وطالب القيادي على لسان أبناء المنقطة بـ”كفّ يد إيران عن ريف حمص الغربي الذي يعتبر المعقل الرئيسي لتواجد الطائفة العلوية بمحافظة حمص، محذرًا في الوقت ذاته من مغبة اختبار صبر أبناء الطائفة من خلال الممارسات التي ينتهجها حزب الله اللبناني الحليف الأبرز للإيرانيين”.
وتابعت المصادر، أن الاشتباكات الدامية بين العلويين والشيعة بريف حمص الغربي دفعت رئيس “الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع مذهب آل البيت” عبد الله نظام المقيم في العاصمة السورية دمشق لإصدار بيان رسمي طالب من خلاله الطرفين بتحكيم العقل واحتواء الخلافات التي اندلعت مساء أمس.
وأشار البيان إلى أن الاقتتال الحاصل يخدم مصلحة أعداءهم مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة احترام الطرفين لمقدساتهم والعمل على توحيد الكلمة والصف، وأن الإساءة لتلك المقدسات تعتبر من أشد المحرمات.
وقد حصلت ”بوليتكال كيز | Political Keys” على صورة خاصة للقرار الصادر عن رئيس الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع آل البيت في سوريا لوقف الاقتتال:
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة حمص شهدت هي الأخرى انتشار دوريات الأمن التابعة لفرع مخابرات الأمن العسكري والمخابرات الجوية ضمن الشوارع الرئيسية الفاصلة ما بين أحياء الشيعة المقيمين في “حي العباسية وحي زيدل”، وبين أحياء العلويين المتواجدين ضمن حي “الزهراء وكرم اللوز ووادي الذهب” لضمان عدم وصول شرارة الاشتباك المسلح إلى داخل المدينة.
وقد أعدت ”بوليتكال كيز | Political Keys” خريطة توضح عددًا من المواقع ذات الصلة بالتقرير: