أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الخميس 15 شباط/ فبراير، حوارًا خاصًّا مع الباحث السياسي الخبير في الشأن الإفريقي، إدريس أحميد نجري، للحديث عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاهرة، وأثرها على العلاقات بين مصر وتركيا.
وقال نجري إن “العلاقات المصرية التركية علاقات قديمة ولها جذور تاريخية، وقد شهدت مراحل استقرار وتوتر، ولعل فترة ما بعد الثورة المصرية في 2011 أثرت بالسلب على العلاقات بين البلدين، بسبب دعم تركيا للإسلام السياسي في مصر وبعض الدول العربية، كما توترت العلاقات بين البلدين أيضًا فيما يتعلق بالملف الليبي”.
وأضاف نجري أن “أحد أهم الأسباب التي جعلت تركيا تعيد علاقاتها مع دول المنطقة، هو علاقاتها مع السعودية ومصر والإمارات، ومن المعروف أن هناك تحالفًا مصريًّا – إماراتيًّا – سعوديًّا، وخاصة من خلال دور مصر في المنطقة، وهذا جعل القيادة التركية تعيد البحث عن مصالحها في المنطقة”.
وتابع: “هناك خلافات في البحر المتوسط حول موضوع الغاز، والخلافات التركية – اليونانية، ونعرف أن مصر لها علاقات مع اليونان وقبرص، في المقابل، فإن الموقفين المصري والتركي متناغمان بشأن رفض ما يحدث في غزة، وجاءت زيارة أردوغان هذه للقاهرة بعد تسوية العديد من الملفات”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال نجري إن “مصر وتركيا شريكان وبينهما تبادل تجاري يصل إلى قرابة 20 مليار دولار”، مشيرًا إلى أنه “في الوقت ذاته هناك ثقافة شعبية مشتركة وتواصل بين الشعبين”.
وبشأن الملف الليبي، أعرب الخبير في الشأن الإفريقي عن اعتقاده بأن “هذه الزيارة ستبحث سبل حل الأزمة الليبية، كون البلدين لهما مصالح في ليبيا، وموقفهما مهم جدا”.
وأكد نجري أن “العلاقات المصرية – التركية التي ستتعزز من خلال زيارة أردوغان للقاهرة، سيكون لها انعكاسات مهمة على المنطقة، من خلال دور تركيا الذي سيزداد قوة من خلال تعاونها مع مصر والسعودية والإمارات، وسيكون في ذلك مصلحة للمنطقة ومصر”.
وأشار نجري إلى أن “هذه الزيارة سيكون لها تأثير أيضًا على زيادة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالنفط والغاز، بالإضافة إلى زيادة التعاون والتبادل العسكري، خاصة بعد أن تواردت الأخبار أن تركيا ستزود مصر بطائرات مسيرة من نوع بيرقدار التي أثبتت جدارتها”.
وأوضح أن “البلدين سيؤكدان على أهمية وقف العدوان على غزة، ورفض تهجير الفلسطينيين، وتطبيق حل عادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية، وفي ذلك رسالة قوية لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية”.
وختم الباحث السياسي الخبير في الشأن الإفريقي، إدريس أحميد نجري، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إنه “بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن أحد آثار الزيارة سيكون زيادة التعاون في المجال التنموي ومجال الإعمار، والاستفادة من الشركات التركية وزيادة الاستثمارات التركية في مصر”.
وكان أردوغان قد وصل أمس الأربعاء إلى القاهرة في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها لمقابلة نظيره المصري، بعد أن رفعت أنقرة والقاهرة مستوى العلاقات بينهما بتعيين سفيرين في الرابع من تموز/ يوليو الماضي.
ورافق أردوغان في زيارته إلى مصر وزير الخارجية هاكان فيدان، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والدفاع يشار غولر، والصحة فخر الدين قوجة، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجار.