سياسة

ماذا يعني وصول الغواصة النووية الأمريكية للشرق الأوسط في هذا الوقت؟

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وصول أكبر غواصاتها إلى الشرق الأوسط، فقد نشر حساب القيادة على منصة “إكس” اليوم الإثنين 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، صورة للغواصة من طراز أوهايو، مشيرًا إلى أنها وصلت إلى منطقة -مسؤولية القيادة المركزية- في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر.

ما هي الغواصة أوهايو؟

صُنّعت “يو أس أس أوهايو” في الحرب الباردة وبقدرات كبيرة لتدمير أكثر من 6 مدن سوفيتية بضربة واحدة، وتعد أكبر غواصة صنعتها البحرية الأمريكية.

وبحسب الـ” سي إن إن” فإن البحرية الأمريكية لديها أربع غواصات صاروخية موجهة من طراز أوهايو، أو SSGNs، وهي غواصات صواريخ باليستية سابقة تم تحويلها لإطلاق صواريخ كروز توماهوك بدلاً من الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية.

ويمكن لكل SSGN أن تحمل 154 صاروخ توماهوك كروز، أي أكثر بنسبة 50٪ من مجموعة مدمرات الصواريخ الموجهة الأمريكية وما يقرب من أربعة أضعاف ما تتسلح به أحدث الغواصات الهجومية التابعة للبحرية الأمريكية، ويمكن لكل توماهوك أن يحمل رأسًا حربيًا شديد الانفجار يصل وزنه إلى 1000 رطل.

وتعتبر “أوهايو” من الغواصات الضخمة التي تستخدم للردع النووي، وهي قادرة على إطلاق الصواريخ بالستية وصواريخ كروز، وفق ما أفادت وسائل إعلام أمريكية.

وهي واحدة من أكثر الغواصات قدرة على التخفي بـ”صمت”، ودخلت الخدمة عام 1981 وتعتبر مثالًا لقوة الردع الأمريكية، وتعد من أكبر غواصات الصواريخ الباليستية في العالم، إذ تستطيع كل غواصة أن تحمل 24 صاروخ ترايدنت النووي، بالإضافة إلى العديد من الأسلحة التقليدية.

وصممت أوهايو للعمليات السرية والقتال تحت الماء، ولديها القدرة على البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 3 أشهر، وتم بناء 18 غواصة من هذه الفئة بين عامي 1976 و1997، ولا يزال نحو 14 منها في الخدمة حاليًا.

هل الغواصة هي القطعة البحرية الوحيدة في المنطقة

وتكشف تلك الخطوة الأمريكية مدى الاستنفار الحاصل في منطقة الشرق الأوسط، منذ تفجر الصراع في السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وسط مخاوف من توسع المواجهات إلى حرب إقليمية أوسع.

فقبل أيام قليلة وصلت أكبر السفن الحربية الأمريكية “دوايت دي أيزنهاور” إلى المنطقة، وقبلها أيضا تمركزت حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford في شرق البحر الأبيض المتوسط.

رسالة ردع

ونادرًا ما يعلن الجيش عن تحركات أو عمليات أسطوله من الغواصات الباليستية والصواريخ الموجهة، وبدلًا من ذلك، تعمل السفن بالطاقة النووية بسرية شبه كاملة. بحسب تايمز أوف إسرائيل”.

ولكن هذا الإعلان بحسب “محللين” يعد رسالة ردع واضحة موجهة لإيران ووكلائها في المنطقة، إذ تنضم الغواصة إلى عدد من أصول البحرية الأميركية الأخرى الموجودة بالفعل في المنطقة، بما في ذلك مجموعتان من حاملات الطائرات ومجموعة جاهزة برمائية.

كما يأتي في وقت يعقد فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سلسلة من الاجتماعات مع شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ زار بلينكن تركيا والعراق وإسرائيل والضفة الغربية والأردن وقبرص، في سياق بحث أفق التهدئة لحرب إسرائيل على غزة.

ويذكر أن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت لهجمات متكررة منخفضة المستوى من قبل الجماعات المدعومة من إيران، لكن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى توضيح أن تلك الهجمات “ستثير رد فعل كبير”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى