لتعثر التمويل.. بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال تواجه خطر الانهيار

تشير المعطيات التي اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” إلى أن الاتحاد الإفريقي يواجه مأزقًا ماليًا متصاعدًا في محاولته إطلاق بعثة حفظ السلام الجديدة في الصومال (AUSSOM)، في ظل فشل مفوض الاتحاد للشؤون السياسية والسلام والأمن، بانكول أديوي، في تأمين دعم مالي أمريكي خلال محادثاته الأخيرة في واشنطن مع فرق وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي.
المؤشرات القادمة من واشنطن تفيد بأن إدارة دونالد ترامب تبنت موقفًا متشددًا سابقًا لإتمام زيارة أديوي في 5 أيار/ مايو، حيث تقدّم أعضاء جمهوريون، أبرزهم تيد كروز، بمشروع قانون في 2 أيار/ مايو يهدف إلى تقييد التمويل الأمريكي لأي بعثة إفريقية في الصومال.
يتزامن هذا مع موقف أمريكي واضح يمنع تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2719 الذي يجيز تغطية 75% من ميزانية البعثة عبر تمويل أممي.
التقديرات تشير إلى أن تكلفة البعثة تبلغ 190 مليون دولار سنويًا، غير أن تمويل الأشهر الستة الأولى من 2025 يعاني عجزًا يقدّر بـ96 مليون دولار، الوضع المالي المتأزم تفاقم بعد إعلان كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عن خفض مساهماتهما المالية بشكل كبير.
كما لم تُحدد بعد الآليات الهيكلية والمالية للبعثة الجديدة التي من المقرر أن تتكون من 11,800 جندي فقط، مقارنة بـ17,600 في بعثة أتميس السابقة، في ظل استمرار العد التنازلي لانطلاق المهمة رسميًا مطلع تموز/ يوليو القادم.
وتسعى مفوضية الاتحاد الإفريقي بشكل عاجل إلى عقد مؤتمر للجهات المانحة في الدوحة برعاية قطر، التي أبدت استعدادها لتقديم مساهمات مالية، في حين وعدت الصين واليابان بتقديم 1 و3 ملايين دولار على التوالي.
حتى الآن، لم يُعلن عن موعد رسمي لعقد هذا المؤتمر رغم التفاهمات الأولية بين رئيس المفوضية، محمود علي يوسف، ونائب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي خلال لقاءهما في أديس أبابا في 7 أيار/ مايو.
ومن نيويورك، يتم النظر في خيارات بديلة تشمل إعادة هيكلة مكتب دعم الأمم المتحدة في الصومال (UNSOS)، والذي يملك ميزانية قدرها 500 مليون دولار سنويًا، بهدف تحرير موارد مالية لدعم بعثة الاتحاد، غير أن البدائل المطروحة – التي يمكن أن توفر ما بين 62 إلى 124 مليون دولار – تواجه رفضًا من قبل الدول الإفريقية المساهمة بقوات، خاصة إذا تضمنت تعليق عمليات إجلاء طبي أو مكافحة ألغام، ما يعتبر تهديدًا مباشرا لأمن الجنود المنتشرين في مواجهة جماعة الشباب الإسلامية.
ومع غياب إجماع دولي ودعم مالي مؤكد، يبقى مستقبل بعثة AUSSOM في مهب التأجيل وربما الإلغاء.