بالقتل والاختطاف.. جماعة مسلحة تستهدف المصالح الصينية في مالي

تعرض موقع تابع لشركة تعدين صينية في منطقة نارينا بإقليم كوليكورو، جنوبي مالي، لهجوم مسلح، الإثنين 12 أيار/ مايو، أسفر عن مقتل عاملين، واختطاف مواطنَين صينيين، بالإضافة إلى تدمير واسع للمعدات والمنشآت.
المعلومات الأولية التي حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” تشير إلى أن منفذي العملية ينتمون إلى جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”.
الهجوم يحمل دلالات استراتيجية ويُحتمل أن يُشكل بداية لتحول في سلوك الجماعة، التي كانت قد خففت من استهداف الأجانب خلال الفترة الماضية.
أبرز السيناريوهات المتوقعة
عودة الاختطاف كأداة تكتيكية، حيث تشير طبيعة العملية إلى احتمال تبني الجماعة مجددًا لأسلوب الاختطاف، كوسيلة ضغط سياسي وابتزاز مالي، خاصة في ظل تراجع مصادر التمويل التقليدية وتنامي الحصار الاستخباري على شبكات الدعم.
استهداف مدروس للوجود الصيني؛ فاختيار موقع تعدين صيني لهو مؤشر لتوجه مقصود نحو مصالح بكين الاقتصادية في غرب إفريقيا، خاصة في قطاعات التعدين والطاقة، ويبدو أن الجماعة تسعى لتوجيه رسالة مباشرة للصين، مفادها أن توسعها الاستثماري يجري ضمن نطاق عملياتي تعتبره الجماعة مجال نفوذها.
تصاعد المخاطر الأمنية ضد العاملين الصينيين قد يدفع بكين لإعادة النظر في حجم ومستوى انخراطها في المنطقة، أو إلى المطالبة بضمانات أمنية أكبر، وهو ما قد يثير توترًا مع حكومات محلية تعاني من هشاشة أمنية وتضارب مصالح داخلية.
فاختطاف رعايا من دولة كبرى مثل الصين من شأنه أن يدفع نحو تدويل الحادثة، سواء عبر تدخلات دبلوماسية أو عبر عمليات استخباراتية مباشرة لاستعادة الرهائن، هذا السيناريو سيضع الجماعة تحت مجهر دولي أكثر حدة، وقد يؤدي إلى تصعيد الردود ضدها على المستوى الإقليمي والدولي.