تدريبات “نسور الحضارة 2025”.. الصين توسّع نفوذها الجوي في إفريقيا عبر مصر

وفقا لتقارير اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، تم اختتام أول تدريب جوي مشترك بين سلاحَي الجو في كل من الصين ومصر، في تطور لافت يعكس تنامي التعاون العسكري بين القوتين ويدلل على مستوى متقدم من التنسيق العملياتي.
التدريب الذي حمل اسم “نسور الحضارة 2025” أُجري في قاعدة تابعة للقوات الجوية المصرية، وشمل سيناريوهات قتالية تحاكي التفوق الجوي وقمع أنظمة الدفاع الجوي، إضافة إلى طلعات على ارتفاعات منخفضة في أجواء القاهرة، بما في ذلك تحليق فوق الأهرامات في مشهد رمزي يُشير إلى رسائل استراتيجية متعددة المستويات.
هذه المرة الأولى التي تنشر فيها الصين وحدة نظامية من سلاحها الجوي في القارة الإفريقية للمشاركة في تدريب بهذا النوع، وفق بيان رسمي صادر عن جيش التحرير الشعبي.
فور وصول القوة الجوية الصينية، أنجزت مراحل التحضير والتنسيق اللوجستي والقيادي بسرعة، ونفذت طلعتها الأولى بنجاح، ما عكس قدرة الصين على تنفيذ عمليات إسقاط بعيد المدى بتكامل عملياتي عالي المستوى.
امتدت فترة التدريب 18 يومًا، وتضمنت تبادلًا للخبرات بين الطرفين في مجالات تكتيك القتال الجوي، والتزود بالوقود جوًا، وتكتيكات البحث والإنقاذ، إلى جانب تشغيل تشكيلات جوية مختلطة، ما أتاح للطرفين اختبار التكامل بين منظوماتهما القتالية في بيئة تحاكي واقع المعركة الحديثة.
واستخدمت الصين في هذا التدريب طائرات متنوعة شملت الإنذار المبكر KJ-500، والمقاتلات J-10C، والمروحية Z-20، وطائرات التزود بالوقود YU-20، والتي قامت فعليًا بعمليات تزويد جوّي لطائرات ميغ-29 المصرية.
التحليل الفني يشير إلى أن القدرة الصينية على نقل معدات ثقيلة لمسافات طويلة باستخدام طائرات Y-20 تُعد أحد أبرز الرسائل غير المعلنة لهذا التدريب، وهو ما قد يحمل أبعادًا تتجاوز التعاون الثنائي، باتجاه رسائل ردعية موجهة إقليميًا ودوليًا.
كما أن اختيار سيناريوهات القتال للسيطرة على المجال الجوي وقمع الدفاعات الأرضية يعكس فهمًا صينيًا لمتطلبات التفوق العملياتي في أي مواجهة محتملة.
البيانات الرسمية شددت على أن هذا التدريب يمثل نقطة تحوّل في العلاقات الدفاعية بين البلدين، ليس فقط على مستوى تعزيز الكفاءة الفنية والتكتيكية، بل أيضًا في توطيد الثقة السياسية والعسكرية طويلة الأمد، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من التدريبات والمناورات المستقبلية، خاصة في ظل سعي القاهرة لتحديث قدراتها الجوية، واهتمام بكين بتوسيع نطاق نفوذها الاستراتيجي في إفريقيا.
التصريحات الختامية من الجانب الصيني حملت دلالات رمزية تشير إلى عمق العلاقات الحضارية بين الجانبين، إلا أن القراءة الاستخبارية ترجّح أن هذه المناورات تحمل أبعادًا عملياتية ورسائل ردعية محسوبة بدقة في سياق التغيرات الجيوعسكرية الدولية.