روسياسياسة

الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تشن حملة لـ”جذب” الأتباع في كينيا

أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس تسعى للحفاظ على نفوذها في كينيا في مواجهة البروز المتزايد للكنيسة الأرثوذكسية الروسية الموالية للكرملين.

ويذكر أن المسيحيين الأرثوذكس اليونانيين حاضرين في كينيا منذ ما يقرب من قرن من الزمان، وعلى مدار ذلك الوقت، أقامت الكنيسة علاقات مع الزعماء السياسيين في البلاد، وخاصة أولئك من وسط البلاد، مثل نائب الرئيس وباساريس، وخلال تمرد الماو ماو من عام 1952 إلى عام 1960، كان العديد من مقاتلي الاستقلال من المنطقة ينتمون أيضًا إلى هذه الكنيسة، ولكن هذه الأيام تتطلع الكنيسة إلى تعزيز مكانتها في مواجهة المنافسة المتزايدة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي وصلت حديثًا.

تعايش متوتر

الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قريبة جدًا من إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ففي أواخر عام 2021، أنشأت بطريركية خاصة بأفريقيا في محاولة للتنافس مع بطريركية الإسكندرية، التي كانت حتى ذلك الحين الكنيسة المهيمنة في القارة، وانتقدت موسكو كنيسة الإسكندرية لاعترافها باستقلال الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، التي انفصلت عن موسكو في عام 2019، والآن تمتلك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية العديد من الرعايا في إفريقيا، بما في ذلك في العواصم الأفريقية، ويكثف مبشروها الروس مساعيهم الخيرية في القارة.

وفي أوائل عام 2022 -قبل حرب روسيا مع أوكرانيا- اختارت كنيسة القديسة كاترين في زيمرمان -وهي منطقة من الطبقة العاملة في جيثوراي في شمال شرق نيروبي- مغادرة الكنيسة اليونانية والانضمام إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ولم تكن هذه الخطوة خالية من التوتر، وفي الواقع، وفقًا لرجال الدين الروس، عندما قاد مكاريوس جلسة صلاة في شباط/ فبراير من ذلك العام، واجه رفض الكاهن الأرثوذكسي المحلي المشاركة في الحفل معه، ومنذ ذلك الحين، واصلت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية توسعها، وفي أوائل عام 2023 سجلت قوانينها لدى مسجل الجمعيات الكيني.

 زيارات رفيعة المستوى

وخلال الأشهر الماضية، قام كبار المسؤولين من كنيسة موسكو بزيارات إلى نيروبي لحضور مجموعة متنوعة من المناسبات الدينية، ففي شهر أيار/ مايو، على سبيل المثال، كان جورجي ماكسيموف، رئيس المبشرين في إكسرخسية روسيا في إفريقيا، في المدينة لقيادة احتفالات عيد الفصح.

 ووفقًا لمصادر مقربة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، تستعد نيروبي الآن لاستقبال ضيف مميز في 11 آب/ أغسطس، وهو قسطنطين زارايسك، البطريرك الجديد المسؤول عن إكسرخسية إفريقيا، الذي تم تعيينه في مارس الماضي، وعندما اتصلت بها وكالة الاستخبارات الأفريقية، قالت السفارة الروسية في كينيا إنها لا تملك معلومات أخرى حول هذه الزيارة.

كما تحاول الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إقناع رجال الدين في الكنيسة اليونانية بالانضمام إليهم، ووعدت بتحسين الظروف، وفي الشهر الماضي، افتتحت أبرشية جديدة في بارينجو في غرب كينيا، وفي الوقت نفسه، تعمل أكاديمية موسكو اللاهوتية على تطوير برامجها للطلاب الدوليين وتقدم دورات تدريبية عبر الإنترنت في مقاطعات كينية مختلفة، بما في ذلك كاكاميغا في غرب كينيا حيث منح الكهنة الأرثوذكس شهادات أكاديمية في ديسمبر الماضي.

وختمت المعلومات عن محليين أن هذا التوسع الأرثوذكسي الروسي في إفريقيا يأتي في وقت تحاول فيه موسكو بشكل متزايد تسخير قوتها الناعمة الثقافية والاقتصادية والدينية للوصول إلى النخبة في كينيا، و لكنها واجهت انتقادات من رئيس البلاد، ويليام روتو، الذي أدان غزو موسكو لأوكرانيا.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى