روسياسياسة

روسيا تتطلع إلى العمل في مجالي الطاقة النووية والفضاء مع “أوغندا”

أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن روسيا تسعى إلى تعزيز التعاون الطبي مع أوغندا، التي تعيش خلافات مع الدول الغربية وتبحث عن شركاء جدد، بالإضافة إلى ذلك، تتطلع موسكو إلى تعزيز التعاون في مجالي الطاقة النووية والفضاء.

ويشكل التوتر بين كمبالا والممولين الغربيين، الذي أثاره قانون مكافحة المثلية الجنسية في أوغندا والذي تم إقراره العام الماضي، فرصة لموسكو لتوسيع نفوذها في البلاد، وتسعى روسيا لجعل أوغندا إحدى مناطق نفوذها الرئيسية في أفريقيا في القطاع الصحي، حيث لم تتعرض روسيا لعقوبات دولية منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

ودليل على التواجد الروسي في أوغندا هو توزيع المختبرات المتنقلة، وهي شاحنات مجهزة بالمعدات الطبية لإجراء اختبارات الفحص لنحو 20 مرضًا، و تم التبرع بأول مركبة من هذا النوع في القمة الأفريقية الروسية التي عقدت في سانت بطرسبرغ في يوليو الماضي، كما تم التبرع بـ2 أخريين في الشهر الماضي وسط احتفال كبير خارج فندق شيراتون في كمبالا، حيث انعقد المؤتمر الروسي الأفريقي الأول حول الأمراض المعدية.

رسالة من بوتين: تعزيز التعاون الصحي والعلمي بين روسيا وأوغندا

واجتذب الحدث الذي نظمته وكالة الصحة الروسية “روسبوتربنادزور” علماء أوبئة وعلماء من حوالي 20 دولة، بما في ذلك مصر وإثيوبيا والكونغو وموزمبيق وناميبيا، إلى جانب مسؤولين من منظمة الصحة العالمية والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وتم الترحيب بالضيوف البالغ عددهم حوالي 160 شخصًا من خلال رسالة فيديو من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تحدث عن برامج التدريب الروسية للعلماء الأفارقة.

وقد فتح جائحة كوفيد-19 الباب أمام لقاح سبوتنيك V الروسي، والذي كان في النهاية قليل الاستخدام من قبل الدول الأفريقية، لكن رئيسة “روسبوتربنادزور” آنا بوبوفا، أكدت في مؤتمر كمبالا أن تطوير اللقاح كان إحدى أولويات موسكو الصحية الست في إفريقيا.

و في عام 2020، خصص الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني مبلغ 8.7 مليون دولار لمساعدة معهد أبحاث الفيروسات الأوغندي على تطوير لقاح محلي ضد كوفيد-19، لكن العملية تعثرت بسبب نقص الموارد، حيث أشار علماء أوغنديون إلى أن بلادهم كانت في عام 2023 على بعد “15 عامًا” من تطوير لقاح.

وقد أعلنت رئيسة الوزراء الأوغندية روبينا نابانجا عن عزمها إعادة إطلاق تطوير اللقاحات والأمصال بمساعدة روسية، ورفع مستوى 12 مختبرًا أوغنديًا من مستوى السلامة البيولوجية 2 إلى 4 وتعمل روسبوتربنادزور، التي وقعت اتفاقية تعاون مع كمبالا في عام 2019، على تطوير لقاح في البلاد، وقد قامت العام الماضي بتدريب حوالي عشرة علماء أوغنديين في موقعها في ساراتوف في غرب روسيا.

التعاون العسكري

وتعمل القضايا الصحية على تقريب الجيشين الروسي والأوغندي، حيث يتعاونان منذ استقلال أوغندا عن بريطانيا في عام 1962، تدعي روسيا أنها قامت بتدريب أكثر من 500 جندي من قوات الدفاع الشعبية الأوغندية على مكافحة الأوبئة.

وكان من بين المتحدثين في مؤتمر كمبالا “فاسيلي كوكليف” عالم الأوبئة في المعهد الروسي للبحث العلمي لمكافحة الطاعون “الميكروب”، ورافقه وفد من علماء الفيروسات وأفراد عسكريين من قوات الحماية النووية والكيميائية والبيولوجية الروسية.

ويتهم رئيس هذه الوحدة، الفريق إيجور كيريلوف، الولايات المتحدة بانتظام بمحاولة تطوير أسلحة بيولوجية في أفريقيا، وخاصة في أوغندا، ومنذ صدور قانون مكافحة المثلية الجنسية في أوغندا، سعت روسيا إلى استغلال التوتر بين كمبالا وواشنطن، التي استثمرت أكثر من 5 مليارات دولار في برامج الصحة العامة في أوغندا بين عامي 2004 و2023، وخاصة في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.

الطاقة النووية والفضاء كقنوات دبلوماسية

ومنذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تعمل أوغندا على تطوير محطات للطاقة النووية باستخدام اليورانيوم المحلي. منذ عام 2016، أبرمت وكالة روساتوم الروسية العديد من اتفاقيات التعاون العلمي في هذا المجال مع السلطات الأوغندية، التي أعلنت العام الماضي أن روسيا وكوريا الجنوبية ستبنيان أول محطتين للطاقة في البلاد، لكن تمويل المشروع، الذي تقدر تكلفته بثلاثة مليارات دولار، لا يزال يمثل عقبة رئيسية.

والوضع مشابه في قطاع الفضاء، حيث وقع البلدان على عدة اتفاقيات بحثية حول التعاون الثنائي بين الجامعات وإطلاق الأقمار الصناعية من أوغندا في نهاية المطاف، وقد أثير هذا الموضوع في عام 2022 خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى كمبالا، لكن هنا أيضًا كان التقدم محدودًا، حيث أطلقت الولايات المتحدة أول قمر صناعي أوغندي، PearlAfricaSat-1، العام الماضي من موقع ناسا في ولاية فرجينيا الأمريكية.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى