أفريقيا

جهود روسية لتهدئة التوتر بين الجزائر ومالي

تفيد المعلومات التي اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” بأن موسكو تبذل جهودًا حثيثة لتقريب وجهات النظر بين الجزائر ومالي، في محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة بين الجانبين.

وتتركز الاستراتيجية الروسية على استعادة زمام المبادرة في الملف الأمني بمالي من خلال إحلال “فيلق إفريقيا”، الذي يخضع مباشرة لوزارة الدفاع الروسية، محل مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي لطالما أثارت جدلًا واسعًا في المنطقة.

في هذا السياق، عُقد لقاء في موسكو في الثالث من نيسان/ أبريل جمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره المالي عبد الله ديوب، على هامش استقبال لوزراء خارجية تحالف دول الساحل الثلاث.

وعلى الرغم من أن الملف الأساسي كان يتمحور حول ترتيبات انسحاب فاغنر ودخول فيلق إفريقيا، فإن المحادثات تناولت أيضًا العلاقات المتوترة مع الجزائر، وذلك على خلفية قيام الجيش الجزائري بإسقاط طائرة مسيّرة مالية خلال ليلة 1 نيسان/ أبريل.

وبينما تؤكد باماكو أن الطائرة أُسقطت داخل أجوائها، تقدم الجزائر رواية مغايرة تدعم موقفها، ما دفع الجانبين إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية متبادلة، شملت استدعاء السفراء دون وجود مؤشرات على نية إعادتهم قريبًا.

رغم هذه الأزمة، تسعى موسكو خلف الكواليس إلى دفع باماكو نحو تسوية تفاوضية مع الجزائر بشأن قضية شمال مالي، غير أن القيادة العسكرية المالية لا تزال ترفض هذه الدعوات، متهمة الجزائر بتقديم دعم غير مباشر لجماعات مسلحة في المنطقة، وهي اتهامات تعمّق الهوة بين الطرفين.

لاحقًا، وفي العاشر من نيسان/ أبريل، توجّه الأمين العام الجزائري للشؤون الخارجية، لوناس ماغرامان، إلى موسكو في زيارة باتت دورية لمناقشة ملفات الساحل، خاصة مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ميخائيل بوغدانوف.

وخلال هذه الجولة الخامسة من المشاورات السياسية، حرص الوفد الجزائري على الحصول على تطمينات بأن عناصر فيلق إفريقيا لن تنخرط في مواجهات عسكرية قرب الحدود الجزائرية، في ضوء الكمين الدموي الذي نفذته جماعات مسلحة – أبرزها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ومتمردو الإطار الاستراتيجي لأزواد – ضد عناصر من فاغنر والجيش المالي في تموز/ يوليو 2024 عند بلدة تينزواتين الحدودية.

وفي ظل الاستياء الجزائري من تكرار هذه الحوادث، تواصل روسيا التنصل من مسؤولية تصرفات فاغنر، نظرًا لعدم وجود علاقة رسمية معلنة تربط الكرملين بها، لكن في الوقت نفسه، تبذل موسكو جهودًا لجمع حلفائها في الساحل، رغم خلافاتهم مع الجزائر، التي تعد زبونًا عسكريًا مهمًا لها.

ويُذكر أن الجزائر تسلّمت مؤخرًا أول دفعة من مقاتلات سوخوي “سو-57″، ما يعكس استمرار التعاون العسكري الثنائي رغم التوترات الإقليمية

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى