أفريقيامصر

مصر تتجه نحو الصين في تسليح جيشها.. ما هو موقف الولايات المتحدة وإسرائيل؟

أفادت تقارير اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، بوصول طائرات شحن عسكرية صينية من طراز Y-20A إلى مصر، وتُعد Y-20A من أحدث طائرات النقل الاستراتيجي لدى الصين، وتتميز بقدرتها على حمل أكثر من 60 طنًا من العتاد العسكري أو الأفراد، ما يجعلها أداة حيوية لتعزيز القدرات اللوجستية للجيش المصري.

وقد تم رصد مقاتلات صينية من طراز J-10 فوق سيناء، وذلك ضمن مناورات جوية ثنائية بين مصر والصين، وتُعتبر J-10 مقاتلة متعددة المهام، وتُعزز هذه المناورات التعاون العسكري بين البلدين.

مقاتلة Chengdu J-10، المعروفة بلقب “التنين الشرس” (Firebird)، تُعد من أبرز مشاريع الصناعات الجوية الصينية في العقود الأخيرة، صُممت لتكون مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع، قادرة على تنفيذ عمليات جو-جو وجو-أرض بكفاءة عالية، وهي اليوم إحدى الأعمدة الأساسية في قوات الجو التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني.

دخلت الطائرة الخدمة رسميًا في سلاح الجو الصيني سنة 2005 بعد رحلة تطوير طويلة بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكانت النية من ورائها خلق بديل محلي للمقاتلات السوفيتية والروسية القديمة، مثل ميغ-21، مع تطعيمها بتقنيات مستوحاة من التجارب الغربية والروسية.

وتُنتج J-10 من قبل شركة Chengdu Aircraft Industry Group، التي أصبحت لاعبًا رئيسيًا في سوق الطيران العسكري بفضل هذه الطائرة.

أحدث نسخة من هذه المقاتلة هي J-10C، وتتميز بتقنيات إلكترونية متقدمة، على رأسها رادار AESA (المصفوفة النشطة إلكترونيًا)، ما يمنحها قدرة على تتبع واستهداف عدة أهداف في وقت واحد بدقة عالية، كما زُودت الطائرة بنظام عرض خوذوي للطيار (Helmet Mounted Display)، يسمح له بتوجيه الأسلحة بالنظر، مما يزيد من سرعة الاستجابة في المعارك الجوية.

من حيث الأداء، تصل سرعة J-10 إلى ماخ 2.2 (أي ما يفوق 2300 كيلومتر في الساعة)، وتبلغ قدرتها على الطيران حتى ارتفاعات تقارب 18 ألف متر، مع مدى عملياتي يزيد عن 1800 كيلومتر.

أما فيما يخص القوة النارية، فالمقاتلة مزودة بمدفع داخلي عيار 23 ملم، ويمكنها حمل صواريخ جو-جو قصيرة وبعيدة المدى، مثل PL-10 ذات التوجيه الحراري وPL-15 ذات التوجيه الراداري النشط والتي يُقال إن مداها يتجاوز 200 كلم، ما يضعها في منافسة مباشرة مع الصاروخ الأمريكي AIM-120D.

تُستخدم J-10 حاليًا بكثافة داخل الصين، وقد بدأت في الانتشار خارجها، حيث أبرمت الصين صفقة لتسليم طائرات J-10C إلى باكستان، التي بدأت بالفعل باستخدامها.

وقد أشارت تقارير متعددة خلال سنة 2025 إلى اهتمام مصر بالحصول على هذه الطائرة، خاصة في ظل زيادة التعاون العسكري الصيني المصري، وظهور طائرات شحن ومقاتلات صينية في سماء سيناء ضمن مناورات مشتركة.

رغم التقدم الكبير الذي حققته J-10، إلا أن بعض الخبراء العسكريين لا يزالون يشككون في أداء محركها المحلي WS-10B مقارنة بالمحركات الروسية أو الأمريكية.

ومع ذلك، فإن المقاتلة الصينية تمثل خيارًا مغريًا للعديد من الدول النامية بسبب توازنها بين الأداء العالي والسعر المنخفض، إضافة إلى ما توفره الصين من شروط تمويل مرنة مقارنة بالموردين الغربيين.

في المجمل، تُظهر J-10C تطورًا ملموسًا في القدرات الجوية الصينية، وتُعد اليوم رمزًا لطموح بكين في منافسة القوى الجوية التقليدية على الساحة الدولية، وإذا مضت مصر في صفقة لاقتناء هذه المقاتلات، فإن ذلك سيُمثل تحولًا استراتيجيًا يعكس رغبة القاهرة في تنويع مصادر تسليحها وتعزيز استقلالية قرارها العسكري.

تُظهر الأرقام تناقصًا ملحوظًا في الاعتماد المصري على التسلح من الولايات المتحدة حيث وصل الاعتماد على التسلح الأمربكي في عهد السيسي إلى 15% بينما كان 75% في عهد مبارك، وهو ما يبرز اتجاه الإدارة الحالية وسياسة التنوع.

تثير الخطوات التسليحية لمصر مخاوف إسرائيلية حسب تقاريرهم الإعلامية، بما يزيد احتمالية ضغط إسرائيلي أمريكي وشيك في هذا الملف والتهديد بعقوبات على غرار ما حدث بشأن شراء أسلحة من روسيا وفرنسا منذ سنوات

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى