آخر الأخبارسياسة

تضارب مصالح و”اتهامات بالفساد” تهدد اقتصاد بوركينا فاسو

أفادت معلومات حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن العلاقات بين الرئيس البوركينابي إبراهيم تراوري والملياردير محمدو بونكونجو، الذي كان سابقًا أحد أبرز داعمي المجلس العسكري ماليًا، تشهد توترًا واضحًا على خلفية اتهامات بفرض رسوم زائدة على صفقة طائرات بدون طيار كبرى.

ووفقًا للمعلومات، فإن محمدو بونكونجو، الذي يزور العاصمة التوغولية لومي بانتظام، يعيش حالة من القلق حول الوضع في بوركينا فاسو، التي لم يزرها منذ نحو ثمانية أشهر خوفاً على سلامته. في تلك الأثناء، تعرض صهره رافائيل كامبو، الذي يرأس “بنك الأعمال الدولي” (IB Bank) المتفرع من إمبراطورية بونكونجو الاقتصادية، لمضايقات من أجهزة الأمن في البلاد، وقد أدى ذلك إلى قلق بونكونجو من أن هذه المضايقات قد تكون مرتبطة بتدهور علاقاته مع الحكومة التي يقودها تراوري منذ انقلاب 30 أيلول/ سبتمبر 2022.

ورغم هذا التدهور، كان بونكونجو قد نجح في بناء علاقة وثيقة مع تراوري في بداية حكمه، وأثبت نفسه كواحد من الداعمين الماليين الرئيسيين للنظام، حيث ساهم في مارس 2023 في تسهيل شراء دفعة كبيرة من طائرات الهجوم والمراقبة التركية لصالح الجيش البوركينابي، هذه الصفقة تم تمويلها بواسطة “بنك الأعمال الدولي” بفضل ضمان سيادي من الحكومة البوركينابية بقيمة 410 ملايين دولار، يغطي التكلفة الكاملة للعقد.

ولكن المجلس العسكري بدأ يشك في أن بونكونجو قد رفع أسعار المعدات، خاصة أن بعض طائرات الـTB2 التي قدمتها الشركة التركية “بايكار ماكينا” تم شراؤها بأكثر من السعر المحدد، والذي يبلغ حوالي 4.5 مليون يورو للطائرة الواحدة، وفي دفاعه أمام الرئيس تراوري، برر بونكونجو هذه التكاليف بالرسوم المصاحبة لعقد الصفقة مثل رسوم التحويل وأسعار الفائدة، وأكد أن الحكومة هي من طلبت منه التوسط في هذه الصفقة بسبب عدم قدرتها على ترتيب التمويل، ورغم ذلك، رفض بونكونجو التعليق عند التواصل معه عبر محاميه.

وقد استغل بعض المنافسين التجاريين لبونكونجو في واغادوغو هذه الأزمة لتعزيز مكانتهم، ومن بينهم إينوسا كانازوي، مالك مجموعة “سيم ميتال”، ومحمدي سافادوغو، رئيس غرفة التجارة والصناعة في بوركينا فاسو، وإدريسا ناسا، مؤسس “بنك كوريس الدولي”.

وفي الوقت ذاته، زاد موقف بونكونجو تعقيداً بعد اعتقال رئيس أركانه بروسبر باسولي في كانون الثاني/ يناير، بتهمة التورط في مؤامرة ضد تراوري، بالإضافة إلى ذلك، زادت شكوك السلطات في بونكونجو بسبب علاقاته الوثيقة مع رؤساء دول أفريقية آخرين مثل الحسن واتارا، الذي يُظهر عداءً علنياً للرئيس تراوري.

وفي ظل انتشار الشائعات، يشتبه المكتب الرئاسي البوركينابي في أن بونكونجو على اتصال مع الرئيس السابق بول هنري داميبا، الذي يعيش في المنفى في توغو منذ الانقلاب الذي أطاح به، هذا في الوقت الذي تزداد فيه الشكوك حول علاقة بونكونجو بالمسؤولين السابقين في عهد روش مارك كريستيان كابوري، مثل وزير الخارجية الأسبق ألفا باري.

هذه العلاقة التي تمتد لعقد من الزمن تُعد مصدر قلق للحكومة، التي تتهم باري بالعمل لصالح بونكونجو من خلال مجموعته الإعلامية “أوميجا ميديا”، التي تواجه بدورها مشاكل مع السلطات.

وفي محاولة للحد من نفوذ بونكونجو، يعتزم تراوري تقليص دور شركاته في الاقتصاد البوركينابي من خلال تطوير شركات طيران حكومية مثل “إير بوركينا” و”كانجالا إير إكسبرس”، المدعومتين بشكل كبير من الدولة، وهذه الشركات الجديدة من المتوقع أن تلعب دوراً كبيراً في تسهيل السفر بين دول تحالف الساحل، لكنها أيضًا تهدف إلى تقليص سيطرة بونكونجو على قطاع الطيران في البلاد، خاصة بعد أن علقت شركته “ليز للطيران” عملياتها في بوركينا فاسو نتيجة انخفاض الربحية.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى