رغم الوساطة الروسية… توتر دبلوماسي بين الجزائر ومالي
وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، لا تظهر العلاقات بين الجزائر وباماكو أي علامات على التحسن، فعلى الرغم من الوساطة الروسية المؤقتة، لا تزال الدولتان الجارتان متباعدتين، حيث تشعر الجزائر بالانزعاج إزاء العمليات التي يشنها الجيش المالي بالقرب من حدودهما المشتركة.
وقبل أسابيع قليلة من تعرض القوات المسلحة المالية (FAMa) والجماعة شبه العسكرية الروسية فاغنر لكمين على مشارف تينزاوتين بالقرب من الحدود الجزائرية المالية في أواخر تموز/ يوليو، اشتكى المسؤولون الجزائريون إلى موسكو من النهج المالي في التعامل مع الجماعات المسلحة الموجودة في شمال مالي، وفي نهاية حزيران/ يونيو، كان الحادث على رأس جدول أعمال اجتماع بين لوناس ماغرامان، الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، وميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، خلال الدورة الثالثة من المشاورات السياسية بين البلدين في موسكو.
وانتقد ماغرامان بشكل خاص النهج العسكري الحصري للقوات المسلحة المالية، والذي يرى أنه محكوم عليه بالفشل، وأكد أن الجزائر تسعى إلى إقناع حركات الطوارق في شمال مالي بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع السلطات المالية، وهو الخيار الذي تواصل باماكو رفضه، وأشار أيضًا إلى بوغدانوف أن هذه العمليات العسكرية دفعت عشرات الآلاف من اللاجئين إلى العبور إلى الجزائر وسط الأعمال العدائية المتزايدة الشدة.
دولة بساط
كما أعربت الجزائر عن استيائها من معاملة ممثليها الدبلوماسيين في باماكو، فعندما عقدت المشاورات في موسكو، لم يُسمح بعد لكمال رتيب، السفير الجزائري الجديد المعين في أبريل/ نيسان، بتقديم أوراق اعتماده إلى السلطات المالية، رغم أن باماكو اعتمدته أخيرًا بعد أيام قليلة من اجتماع ماغرامان مع بوغدانوف، أما بالنسبة لسلف رتيب، حواس رياش، فقد غادر العاصمة المالية في ملاحظة غير رسمية، بعد حرمانه من مراسم توديع رفيعة المستوى التقليدية المخصصة عادة للسفراء المغادرين.
ورغم أن الاعتماد المتأخر لخليفته ربما كان بمثابة إشارة محتملة إلى ذوبان الجليد في العلاقات بين الجارتين، إلا أن باماكو لا تزال لا تظهر أي علامات على رغبتها في استئناف حوار حقيقي مع الجزائر وهي الحالة التي لم يخفها بوغدانوف في محادثاته مع ماغرامان.
انقطع الحوار بين الجزائر ومالي في كانون الثاني/ يناير بعد أن قرر المجلس العسكري المالي التخلي عن اتفاقيات الجزائر لعام 2015، حتى أن البلدين استدعيا سفيريهما لفترة وجيزة.
في ذلك الوقت، انتقد المتحدث باسم الحكومة المالية، عبد الله مايغا، “التصور الخاطئ للسلطات الجزائرية، التي تنظر بازدراء وتعال إلى مالي على أنها حديقتها الخلفية أو دولة تحت قدميها”، ومنذ ذلك الحين، سعت موسكو بشكل مبدئي إلى تهدئة العلاقات بين شركائها الإقليميين.
الكرملين يدرس اختيار سفيره القادم
بعد وفاة السفير الروسي في الجزائر فاليريان شوفاييف في أوائل تموز/ يوليو، من المتوقع أن تعين موسكو خليفة له قريبًا، لكن من الصعب العثور على بديل لائق لشوفاييف، الذي كان يعرف المنطقة جيدًا، وخاصة المغرب حيث كان يعمل قبل إعادة نشره في العاصمة الجزائرية، كما كان يُنظر إليه على أنه مقرب من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.