سياسةليبيا

الصراع يتفجر في طرابلس.. مقتل “الككلي” يشعل معركة السيطرة على العاصمة الليبية

بدأ قائد اللواء 444، العقيد محمود حمزة، تنفيذ هجوم خاطف في العاصمة الليبية طرابلس، أدى إلى اغتيال عبد الغني الككلي، زعيم ميليشيا غنيوة وقائد جهاز دعم الاستقرار التابع لحكومة الوحدة الوطنية، في ثكنة التكبالي الواقعة تحت سيطرته.

لم يؤدِ هذا الهجوم فقط إلى انهيار شبكة الككلي الأمنية والمالية، بل تسبب في تصاعد غير مسبوق للتوترات داخل العاصمة، حيث دخلت الفصائل المسلحة في انقسام واضح بين داعمي رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة ومعارضيه.

الهجوم الذي شُن بدعم من قوة مصراتة المشتركة واللواء 111 بقيادة عبد السلام الزعبي، نائب وزير الدفاع، أدى إلى فرار ميليشيا غنيوة من المدينة، واقتحام معقلها في حي أبو سليم، وفي 13 أيار/ مايو، سارع رئيس الوزراء إلى فرض السيطرة المباشرة على جهاز الأمن الحكومي، هيئة أمن المنشآت، بعد أن كان يُدار من قبل أسامة طاليش، أحد أبرز مساعدي الككلي، والذي أصبح الآن في حالة فرار.

الطاليش كان محوريًا في تأمين حركة الأموال بين البنوك ومصرف ليبيا المركزي، ما يسلّط الضوء على تداخل شبكات الأمن والمال ضمن الميليشيات.

وفي خضم العملية، سعى اللواءان 444 و111 إلى استعادة مواقع حيوية، بما في ذلك مصرف ليبيا المركزي، غير أن تصعيد العنف أدّى إلى خروج العاصمة عن السيطرة، وتفعيل الخلايا المسلحة المناهضة لحكومة الوحدة الوطنية، لا سيما مع انضمام فصائل من الزاوية إلى القتال بعد العملية الثانية التي استهدفت ميليشيا الردع، الحليف الأمني الأبرز للدبيبة، وقائدها عبد الرؤوف كارة، الذي اختُطف سابقًا من قبل حمزة.

على الأرض، لا تزال الردع تسيطر على مواقع استراتيجية كبرى أبرزها مطار معيتيقة، وتحظى بدعم فصائل من الزنتان مرتبطة بوزير الدفاع السابق أسامة الجويلي، وتشير تطورات الميدان إلى احتمالية اندلاع حرب أهلية شاملة، رغم محاولات الدبيبة تصوير العمليات على أنها حملة أمنية بإشراف مباشر من وزير الداخلية عماد الطرابلسي.

في خلفية الصراع العسكري، ظهر التوتر السياسي والاقتصادي بين الككلي والدبيبة إلى العلن، لا سيما حول السيطرة على الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (LPTIC)، التي تمثل ركيزة استخباراتية واقتصادية، وبرز هذا الصراع من خلال الضغط الذي مارسه الككلي على محمد الدبيبة، نجل رئيس الوزراء، للحصول على عقود غير قانونية.

هذا التنازع بلغ ذروته بإطلاق نار استهدف يوسف أبو زويدة، المعين من قبل الدبيبة لرئاسة الشركة، ما يعكس مدى تعقيد المصالح المشتركة بين الدولة والميليشيات.

يبدو أن التخلص من الككلي كان فرصة للدبيبة للتخلص من شريك ثقيل الظل، إلا أن العملية العسكرية التي أطلقها اللواء 444 فاقت الحسابات، ودفعت طرابلس نحو مرحلة جديدة من الفوضى وإعادة ترتيب التوازنات المسلحة.

التحالفات يعاد تشكيلها، والسيطرة الميدانية على مفاصل العاصمة أصبحت ورقة ضغط استراتيجية بيد حمزة، الذي بات لاعبًا محوريًا في تحديد مستقبل السلطة في العاصمة

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى