بالونات تجسس إسرائيلية سرية متقدمة ترصد أنفاق حماس وتثير اهتمام الناتو

كشفت تقارير خاصة اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، عن برنامج إسرائيلي سري للغاية لنشر بالونات تجسس فوق قطاع غزة، طورته شركة ناشئة غامضة تُدعى “سكايبرل” أسسها موظف سابق في “جوجل إكس”.
الشركة التي تعمل في أقصى درجات السرية، صممت منصات مراقبة واستطلاع واستخبارات شبه مستقلة، تحلق في طبقة الستراتوسفير (طبقة ضمن الغلاف الجوي للكرة الأرضية)، وتوفر قدرات مراقبة فائقة تركز على جمع المعلومات عن البنية التحتية لحركة حماس، وخاصة شبكة الأنفاق المعروفة بـ”مترو غزة”.
أسطول البالونات، الذي يحمل الاسم العسكري “تسافون إيروستات”، يعمل منذ أواخر عام 2023 فوق المناطق الأكثر حساسية في غزة، مثل الشمال وخان يونس، ويزود مراكز الاستخبارات الإسرائيلية التابعة لوحدة 9900 ببيانات مباشرة، تشمل إشارات كهرومغناطيسية دقيقة، وتغيرات حرارية، وصور متعددة الأطياف، مما يساعد في تحديد أهداف استراتيجية كقادة حماس والجهاد الإسلامي والمراكز المحصنة تحت الأرض.
سكايبرل، التي لا تظهر في أي عقود دفاعية معلنة ولا تملك موقعًا إلكترونيًا أو سجلًا عامًّا واضحًا، تأسست عام 2022 في هرتسليا على يد سيرجي فيشيك، خريج جامعة بيركلي والمشارك في مشروع “Loon” الشهير في “Google X”، وأوري جونين، ضابط إسرائيلي سابق.
قام فيشيك بتسجيل براءات اختراع أمريكية تتعلق بتقنيات تثبيت جيروسكوبي، وتحكم بصري متعدد المحاور، وخوارزميات ذكاء اصطناعي تُمكّن البالونات من تعديل ارتفاعها بدقة واستغلال التيارات الجوية للحفاظ على موقع ثابت فوق غزة.
هذه البالونات مزودة بمستشعرات SIGINT، وأنظمة Lidar، وتقنيات الأشعة تحت الحمراء والقياس الكهروضوئي.
في الجانب الاستخباري الغربي، رصدت محطات SIGINT فرنسية وبريطانية، تعمل من جبل أوليمبوس في قبرص، ترددات رادارية وتبادلات بيانات مشفرة في الغلاف الجوي العلوي فوق غزة، أكدت وجود هذه المنظومة، ما أثار اهتمام الناتو بقدرة ISR (الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع) المستقلة لإسرائيل في طبقة الستراتوسفير، باعتبارها تحولًا نوعيًا في أدوات الحرب غير المأهولة.
التكتم الشديد الذي يحيط ببرنامج سكايبرل يعكس السياسة الإسرائيلية في مجال الابتكار الاستخباري، حيث يندمج هذا المشروع ضمن منظومة أوسع تسعى إلى تقنيات خوارزمية متقدمة تضمن مراقبة دائمة وفعالة لساحات القتال، بعيدًا عن أنظمة المراقبة التقليدية مثل الأقمار الصناعية أو الطائرات بدون طيار