في ظل التوترات بين موريتانيا والمغرب… الجزائر تسعى لاستئناف مشاريع التواصل مع نواكشوط
أثارت التوترات بين موريتانيا والمغرب آمال الجزائر في استئناف مشاريع التواصل مع جارتها الجنوبية الغربية.
ولم تستغرق الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إلى الجزائر يوم 22 شباط/ فبراير سوى بضع ساعات.
الزيارة، التي كان من المقرر أن تستمر يوما واحدا، تعرضت لحادث سير تعرضت له إحدى السيارات في الموكب الرئاسي الموريتاني، ما أدى لمقتل أحد حراس أمن رئيس الدولة.
وتصدرت التجارة الإقليمية جدول أعمال المناقشات في وقت تشهد فيه العلاقات بين موريتانيا والمغرب توترا خاصا.
وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، تراقب نواكشوط بحذر خطة الرباط لإقامة تحالف ساحلي يتيح لأعضائه الوصول إلى ساحل المحيط الأطلسي.
وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر، استضاف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مراكش نظرائه من النيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد لمناقشة المشروع الذي تتوقف جدواه الجغرافية على مشاركة موريتانيا.
ويحتل ميناء الداخلة المستقبلي، في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، مكانة بارزة في هذا المفهوم، على حساب ميناء التعدين الموريتاني في مدينة نواذيبو وميناء نواكشوط التجاري.
وتأتي هذه التوترات في أعقاب إعلان نواكشوط أنها ستعلق واردات المنتجات المغربية خلال شهر رمضان الذي يوافق أن يبدأ في 10 أو 11 آذار/ مارس.
وأدت هذه الخطوة إلى تقليص التجارة بشكل كبير في الكركرات، وهو موقع حدودي في الصحراء الغربية حيث نفذت القوات المغربية في عام 2020 عملية لطرد مقاتلي حركة استقلال جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والذين أغلقوا المعبر.
المعابر الحدودية الجديدة
وترى الجزائر من جانبها الآن فرصة لإعادة إطلاق العديد من المشاريع مع نواكشوط، بما في ذلك الطريق الذي يربط مدينة الزويرات المنجمية الموريتانية بمدينة تندوف الجزائرية، حيث استقبل الرئيس عبد المجيد تبون ولد الغزواني في 22 شباط/ فبراير، كما افتتح الرجلان مركزين حدوديين بتمويل كامل من الجزائر، ويتم بناء طريق تندوف-زويرات من قبل عشرات الشركات الجزائرية بقيادة شركة كوسايدر المملوكة للدولة.
ويراقب القصر الرئاسي الجزائري التطورات عن كثب، من المقرر أن تقوم شركة نفطال، شركة التوزيع التابعة لشركة النفط العملاقة سوناطراك المملوكة للدولة، ببناء محطتي خدمة على الطريق، تماشيًا مع صفقة أبرمت في عام 2021 مع شركة ATTM الموريتانية، وهي شركة فرعية للهندسة المدنية تابعة للشركة الوطنية للصناعة والتعدين (SNIM)، ومنذ ذلك الحين، زادت الجزائر وارداتها من خام الحديد الموريتاني، وتبيع شركة سنيم الآن حوالي 10% من إنتاجها إلى الجزائر.
سحر الهجوم والمنافسة
وبالتالي تسعى الجزائر إلى فتح منطقة تندوف، لا سيما لنقل خام الحديد المستخرج من منجم قارة جبيلات بالجزائر، على سبيل المثال عبر السكة الحديدية التي تربط مدينة ازويرات بميناء نواذيبو، ومن الممكن أن يمتد هذا الارتباط في الاتجاه الآخر إلى ميناء وهران على البحر الأبيض المتوسط.
وفي عام 2022، حشد مكتب الرئيس الجزائري عز الدين فريدي، رئيس الوكالة الوطنية للبنية التحتية للسكك الحديدية، لتسريع دراسات أربعة مشاريع للسكك الحديدية بين شمال الجزائر وجنوبها، سيربط أحدها وهران بتندوف.
ويغطي هجوم الجزائر الساحر أيضًا قطاع الأغذية الزراعية وشركة سيفيتال العملاقة، التي استأنفت تصدير السكر إلى موريتانيا العام الماضي بتحريض من الحكومة الجزائرية، وبالتالي الدخول في منافسة مباشرة مع شركة كوسومار المغربية.
المغرب لم يقل كلمته الأخيرة بعد، فبالشراكة مع نظيره الموريتاني UNPM، دعا اتحاد أرباب العمل المغربي CGEM الشركات المغربية إلى منتدى اقتصادي في نواكشوط يومي 21 و 22 شباط/ فبراير، حيث تم التوقيع على العديد من بروتوكولات التعاون في مجالات الخدمات اللوجستية والفلاحة.