وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، أعلنت الحكومة الفرنسية عن تغيير موقفها بشأن الصحراء الغربية المتنازع عليها دون إخطار مسبق للرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني.
وبحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”، فوجئت السلطات في نواكشوط تمامًا بإعلان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرسل رسالة حول موقف فرنسا من الصحراء الغربية إلى الملك محمد السادس ملك المغرب في عيد العرش في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في 30 تموز/ يوليو.
لم تبلغ باريس السلطات الموريتانية بتغيير موقفها بشأن الصحراء الغربية، علم محمد ولد الغزواني، الذي أعيد انتخابه رئيسًا في 1 تموز/ يوليو، بالرسالة من الصحافة، على عكس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي أُبلغ بها مسبقًا.
وراء الكواليس، لم تخف حاشية الرئيس الموريتاني غضبها من موقف فرنسا، الذي تنتقده بشدة، خاصة وأن العلاقات بين البلدين ودية رسميًا، وفي نهاية أيار/ مايو، اتصل الغزواني، الذي كان يمر عبر باريس، بقصر الإليزيه للقاء الرئيس الفرنسي، وتحدثا معًا من بين أمور أخرى عن “القضايا الإقليمية”.
بعد أيام قليلة من إعادة انتخاب الغزواني رئيسًا للدولة، أرسل ماكرون له رسالة تهنئة، بينما في 13 تموز/ يوليو، عشية يوم الباستيل الفرنسي، أرسل الرئيس الموريتاني رسالة إلى نظيره الفرنسي، تم تكليف وزيرة الدولة الفرنسية للتنمية والشراكات الدولية كريسولا زاكاروبولو بمهمة محاولة تهدئة غضب موريتانيا عندما التقت بالغزواني أثناء زيارتها إلى نواكشوط لتنصيبه في 1 آب/ أغسطس.
توازن دقيق
تسعى موريتانيا، التي كانت متورطة بشكل مباشر في الصراع على الصحراء الغربية حتى أواخر السبعينيات، منذ بعض السنوات إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع المغرب، الذي يدعي السيادة على الإقليم، والجزائر، الداعم الأفريقي الرائد للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، كما حضر رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إبراهيم غالي تنصيب الغزواني.
وتحرص السلطات الموريتانية، التي استمالها جارتاها، على عدم الانخراط في معركة النفوذ الإقليمية التي يخوضها المعسكران، لكنها مع ذلك تراقب الصراع عن كثب، وفي نيسان/ أبريل، التقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا وزير الدفاع الموريتاني حنينا ولد سيدي في نواكشوط.
وفي 30 تموز/ يوليو، أخبر ماكرون الملك محمد السادس أنه يعتبر أن خطة المغرب للحكم الذاتي للصحراء الغربية هي “الأساس الوحيد لحل سياسي عادل ومستدام ومتفاوض عليه وفقًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.