أعطت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي موافقتها على محاولة السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يجعل السويد أقرب إلى العضوية في التحالف العسكري الغربي.
ووفقًا لمراقبين، فإن بروتوكول انضمام السويد سيحتاج الآن إلى موافقة الجمعية العامة للبرلمان التركي في المرحلة الأخيرة من العملية التشريعية في تركيا، ولم يتم تحديد موعد بعد.
ما هو سبب تأخر تركيا في الموافقة على انضمام السويد؟
وأرجأت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، التصديق على عضوية السويد لأكثر من عام، متهمة البلاد بالتساهل الشديد تجاه الجماعات التي تعتبرها أنقرة تهديدات لأمنها، بما في ذلك المسلحين الأكراد وأعضاء شبكة تتهمها أنقرة بالمسؤولية عن محاولة فاشلة الانقلاب في عام 2016.
وكانت اللجنة التركية قد بدأت الشهر الماضي مناقشة عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، لكن الاجتماع تم تأجيله بعد أن قدم مشرعون من الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اقتراحًا بالتأجيل على أساس أن بعض القضايا تحتاج إلى مزيد من التوضيح وأن المفاوضات مع السويد لم “تنضج” بما فيه الكفاية.
واستأنفت اللجنة التركية، مداولاتها، وصوتت أغلبية كبيرة من المشرعين في اللجنة لصالح طلب السويد للانضمام.
وفي إحاطة لأعضاء اللجنة قبل التصويت، أشار نائب وزير الخارجية بوراك أكجابار إلى الخطوات التي اتخذتها السويد لتلبية المطالب التركية، بما في ذلك رفع القيود المفروضة على مبيعات الصناعات الدفاعية وتعديل قوانين مكافحة الإرهاب.
وأضاف الوزير “ومن غير الواقعي أن نتوقع أن تلبي السلطات السويدية جميع مطالبنا على الفور، هذه العملية تتطلب جهدًا متسقًا وطويل الأمد”، مضيفًا أن تركيا ستواصل مراقبة التقدم الذي تحرزه السويد.
وزير خارجية السويد يرحب بقرار اللجنة
ورحب وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم بقرار اللجنة عن طريق رسالة نُشرت على موقع X وقال: “الخطوة التالية هي أن يصوت البرلمان على هذه المسألة، نحن نتطلع إلى أن نصبح عضوًا في حلف شمال الأطلسي».
كما رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ينس ستولتنبرغ” بهذا التطور، قائلاً: إنه “يعول على تركيا والمجر لاستكمال تصديقهما الآن في أقرب وقت ممكن، و عضوية السويد ستجعل حلف شمال الأطلسي أقوى”.
المجر أيضًا عطلت انضمام السويد
كما قامت المجر بتعطيل طلب السويد، زاعمًة أن السياسيين السويديين قالوا “أكاذيب صارخة” حول حالة الديمقراطية في المجر، ولم تعلن المجر عن الموعد المحتمل للتصديق عليها.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ربط أردوغان علنًا التصديق على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بموافقة المشرعين الأمريكيين على طلب تركي لشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز إف-16 ومعدات لتحديث الأسطول التركي الحالي، كما دعا أردوغان كندا وحلفاء الناتو الآخرين إلى رفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا.
البيت الأبيض يؤيد طلب تركيا شراء طائرات
وقد أيد البيت الأبيض الطلب التركي من طراز إف-16، لكن هناك معارضة في الكونجرس للمبيعات العسكرية لتركيا، وقد تخلت السويد وفنلندا عن مواقفهما التقليدية المتمثلة في عدم الانحياز العسكري لطلب الحماية تحت المظلة الأمنية لحلف شمال الأطلسي، بعد الحرب الروسية لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وانضمت فنلندا إلى التحالف في أبريل/نيسان، لتصبح العضو الحادي والثلاثين في الناتو، بعد أن صدق البرلمان التركي على طلب الدولة الشمالية.
ويتطلب حلف شمال الأطلسي موافقةً بالإجماع من جميع الأعضاء الحاليين للتوسع، وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان اللتان صمدتا، وقد أحبطت هذه التأخيرات حلفاء الناتو الآخرين الذين سارعوا إلى قبول انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف.