أخرىسياسة

خاص | “بوليتكال كيز” تفتح ملف الصحراء الغربية/ المغربية… حوار خاص مع القيادي في جبهة البوليساريو وزير الخارجية الصحراوي “محمد سيداتي”

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الجمعة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، حوارًا خاصًّا مع القيادي في جبهة البوليساريو وزير الخارجية الصحراوي “محمد سيداتي”، حول قضية الصحراء الغربية/ المغربية.

خطة الحكم الذاتي

وقال سيداتي لـ”بوليتكال كيز | Political keys”، عند سؤاله عن خطة الحكم الذاتي الذي قدمتها المغرب لحل النزاع حول الصحراء، إنه “لا شك أن هذا المقترح المغربي هو جزء من المؤامرة التي تحاول بها الرباط الالتفاف على اتفاق الإطار الذي وقعته جبهة البوليساريو والمملكة المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية”، وفق قوله.

وأضاف سيداتي: “المغرب لا يزال يعيش على وقع الهواجس التوسعية والعقيدة الاستعمارية، محاولًا فرض سياسة الأمر الواقع التي أثبتت التجربة فشلها أمام صلابة وقوة إرادة الشعب الصحراوي في مواصلة كفاحه المشروع دون هوادة من أجل فرض حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال”، بحسب قوله.

وتابع: “مقترح الحكم الذاتي سبق وأن عرضته إسبانيا على الشعب الصحراوي خلال حكمها الاستعماري للصحراء الغربية وباءت محاولاتها بالفشل، والأمر يتكرر الآن مع المغرب الذي يعتبر أكثر وقاحة وفظاعة من إسبانيا ومن كل التجارب الاستعمارية الدموية”، على حد تعبيره.

وأكد وزير الخارجية الصحراوي أن “مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل النزاع حول الصحراء هو محاولة القفز على حق ثابت غير قابل للتصرف تكفله القوانين والمواثيق لكل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى سليل منظمة الوحدة الإفريقية، ومنظمة بلدان عدم الانحياز والعديد من المنظمات الأخرى، وهذا الحق هو تقرير مصير الشعب الصحراوي”.

وشدد القيادي في جبهة البوليساريو على أن “صاحب السيادة فى الصحراء الغربية هو شعبها ولايمكن لأي أحد مصادرة هذا الحق”، مضيفًا: “فكيف بنظام توسعى مثل المغربي أن يتصرف فى إقليم أثبتت محكمة العدل الدولية وغيرها أنه لا سيادة له عليه، ولا يمارس عليه أي نوع من السيادة، فاقد الشئ لا يعطيه، والحكم الذاتي محاولة مغربية مسعورة لتكريس واقع كولونيالي استعماري مرفوض من طرف شعب صحراوي يقاوم الاحتلال والتوسع، والحل يكمن في الرجوع الى جادة الشرعية الدولية”، بحسب قوله.

وأشار محمد سيداتي إلى أن “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير طبقا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي ذات الصلة، حق ثابت وغير قابل للتصرف ولا يمكن أن يتأثر بمرور الوقت أو بالحقائق الناشئة بالقوة في الإقليم من قبل الاحتلال المغربي منذ عام 1975″، وفق قوله.

استفتاء تقرير المصير

وعند سؤاله عما إذا كان استفتاء تقرير المصير ما يزال ممكنًا، قال محمد سيداتي إن “جبهة البوليساريو أعلنت منذ الوهلة الأولى رفضها المطلق لأي حل يهدف إلى النيل من حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ولقد تمسك الشعب الصحراوي تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تمسكا تاما بمخطط التسوية، وعبّر ميدانيًّا عن استعداده الدائم لتذليل العقبات التي يضعها الاحتلال المغربي في وجه تطبيقه، كما أن الجهود المتواضعة والهزيلة التي قامت بها الأمم المتحدة لم تفلح في تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الطبيعي في تقرير المصير، وإنهاء مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية التي تعتبر آخر مستعمرة في إفريقيا، بالرغم من تعاقب عدد كبير من المبعوثين الأممين على الملف”، بحسب قوله.
وأضاف سيداتي أن “الدور السلبي لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في الضغط باتجاه توقيف مسار الاستفتاء في الصحراء الغربية من خلال توريط الأمم المتحدة في البحث عن حلول مشبوهة تتجاوز الاستفتاء وتمهد الطريق أمام الخيار الثالث، هو ما زاد من تعقيد الموضوع وبات يقوض دور الأمم المتحدة ومسؤوليتها تجاه تصفية الاستعمار وحق الشعوب في تقرير المصير، وهو ما يعكس الانسداد الحاصل اليوم في مسار التسوية الأممي وعودة الحرب إلى الصحراء الغربية منذ 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 بعد الخرق العسكري المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية سنة 1991”.

موقف إسبانيا الجديد من قضية الصحراء

وقال القيادي في جبهة البوليساريو وزير الخارجية الصحراوي “محمد سيداتي”، إن “الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، وخالف فيه موقف إسبانيا الثابت على مدار عقود النزاع في الصحراء الغربية، رافقه الكثير من اللغط واللبس، وأمام الضغط الشعبي وضغط الطبقة السياسية والمجتمع المدني الإسباني تراجع سانشيز وبدأ يعبر عن موقف بلاده التقليدي في دعم حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وهو تراجع صريح لرئيس الحكومة الإسبانية، عن دعمه لما يسمى خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المحتل المغربي، وقد أكد على هذا التراجع من منبر الأمم المتحدة حيث أعلن تأييد بلاده لحل سياسي مقبول من الطرفين، في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن”.

وأشار سيداتي إلى أن “رئيس الحكومة الإسبانية أعرب عن دعم إسبانيا لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، من أجل الوصول إلى حل للنزاع القائم في الصحراء الغربية”.

وأكد أن “إسبانيا عليها مسؤوليات وواجبات سياسية وأخلاقية فهي القوة الاستعمارية المديرة، وملزمة بأن تساهم في استكمال تصفية الاستعمار، وموقفها الحالي يشوبه الغموض والخذلان ولها أن تعمل من أجل حل عادل ونهائي، وتستجيب لتطلعات الشعوب الإسبانية والطيف السياسي اللذين يدعمان تطبيق الشرعية الدولية فى الصحراء الغربية ومتعاطفان مع كفاح الشعب الصحراوي العادل”.

ما هو أصل البوليساريو؟

وأوضح سيداتي أن “جبهة البوليساريو هي اختصار للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وهي حركة تحرير وطنية تأسست بعد انعقاد مؤتمرها التأسيسي في 10 أيار/ مايو 1973 بهدف تحرير الصحراء الغربية من الاستعمار الإسباني وإقامة دولة مستقلة”.
وقال سيداتي: “بعد طرد المستعمر الإسباني ومؤامرته الدنيئة مع النظام المغربي الذي اجتاح المنطقة عسكريا لاحتلالها، تصدت جبهة البوليساريو للغزو العسكري المغربي ولا تزال تواجه هذا المستعمر الدخيل حتى اليوم، فالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مختصرة باللاتينية بالبوليساريو، هي جبهة واسعة، وحركة تحرير وطنية، تضم كل الشعب الصحراوي بكل فئاته وحاضنة تطلعاته، من أجل تحقيق وتجسيد تقرير المصير فى الحرية والاستقلال على غرار حركات تحرر في أفريقيا وبقية القارات، الجبهة الشعبية ليست حزبا سياسيا كما يزعم البعض، وهي التي أناط بها الشعب الذي ولدت من رحم نضاله وكفاحه، لأنها تضطلع بمهمة تحرير أرضه الساقية الحمراء ووادي الذهب أي الصحراء الغربية، وفك شعبها من ربقة الاستعمار والاحتلال”، وفق قوله.

حكومة الجمهورية الصحراوية

وأكد سيداتي أن “جبهة البوليساريو استطاعت أن تؤسس لجمهورية صحراوية متكاملة الأركان وهي عضو فاعل في منظمة الوحدة الإفريقية وعضو مؤسس للاتحاد الإفريقي كما تدير شؤون اللاجئين الصحراويين وتلبي مختلف احتياجاتهم الغذائية والاجتماعية بالتعاون مع المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين”.

ولفت إلى أن “هناك مؤسسات قائمة لمختلف القطاعات الحكومية التي تسهر على ترسيخ دولة المؤسسات وتستجيب لحاجة المواطنين في مختلف المجالات الحياتية، وهي تهيئ لدولة الغد، لها حكومتها، وبرلمانها ومؤسساتها، ولها علاقاتها الدبلوماسية مع العديد من دول المعمورة، وتتبلور فيها طموحات وإرادة شعب مكافح يسعى إلى تحقيق مبتغاه فى الحرية والسيادة”.

العلاقات مع أوغندا وجنوب إفريقيا

وقال سيداتي إن “العلاقة مع جنوب إفريقيا بدأت مع منديلا، ودعمنا قبل ذلك ودائما كفاح شعب جنوب إفريقيا ضد نظام التمييز العنصري، فعلاقاتنا مع جنوب إفريقيا علاقات تضامن وتعاون في كل المجالات، كذلك الحال مع أوغندا التي تربطنا بها علاقات وطيدة وهناك تبادل للسفراء بين البلدين وعمل ثنائي مشترك وتنسيق دائم في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على غرار بقية الدول الصديقة والشقيقة”.

الجزائر وموقفها من الصحراء الغربية/ المغربية

وختم القيادي في جبهة البوليساريو وزير الخارجية الصحراوي “محمد سيداتي”، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys”، بالقول إن “الجزائر بتاريخها النضالي المرصع بالأمجاد وقفت بشموخ مع كل قضايا تصفية الاستعمار والتحرر في العالم، وساندت الجزائر الشعوب المستضعفة من أجل استرجاع حقوقها المسلوبة، وذلك انطلاقا من تجربتها المريرة في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وتقديم أكثر من مليون ونصف المليون شهيد فاتورة لحرية واستقلال الجزائر، وبالتالي موقفها المبدئي نابع مع قيمها الثورية في مساندة القضايا العادلة ووقوفها إلى جانب الشرعية الدولية في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية هو جزء من نضالها ضد الاستعمار ومؤازرة الحق والعدالة”، وفق قوله.

قضية الصحراء الغربية/ المغربية

ويقول المغرب الذي يسيطر على ثمانين في المئة من أراضي الإقليم إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.

وتمتد الصحراء الغربية على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى