مقالات الرأي

حسين عابديني يكتب لـ “بوليتكال كيز | Political keys”: عن سياسة تجاهل النظام الإيراني وعدم التصدي له

في سبيل ضمان بقائه وتوفير أسباب القوة والمناعة له، يعتمد النظام الإيراني على سياسة ملتوية تقتات على التناقض في المواقف الدولية ولاسيما من حيث اللعب على حبالها وکذلك على تنفيذ مخططات ومؤامرات في المنطقة والعالم بطرق غير مباشرة أو حتى سرية ثم التنصل من مسؤوليته عنها بل وحتى إنکار ذلك، والاستفادة من الموقف الدولي الذي يأخذ على الأغلب بالمزاعم والادعاءات الکاذبة للنظام ثم يستغلها لصالحه.

النظام الإيراني يستخدمه أذرعه في المنطقة ولايشارك بشكل مباشر

الدور الذي لعبه ويلعبه النظام الإيراني في بلدان المنطقة منذ بداية العقد الثامن من الألفية الماضية وحتى الآن، اعتمد على سياسة تقوم على أساس تنفيذ المخططات والمٶامرات في بلدان المنطقة تحديدًا، ولاسيما من حيث تنفيذ نشاطات وهجمات إرهابية ضد القوات الدولية المتواجدة فيها ثم إنکار دوره فيها، بل والأهم من ذلك تهربه من أية مواجهة مباشرة مع القوات الدولية وجعل هذا الأمر على عاتق أذرعه العميلة کما حدث في حرب تموز 2006 بين حزب الله واسرائيل والحرب الحالية في غزة. حيث لم يشارك في أي منهما بصورة مباشرة بل اکتفى بالزعيق والصراخ الإعلامي والتصريحات النارية التي لاتقدم ولاتٶخر في واقع الأمر شيئًا.

هذا الأسلوب من اللعب بالغ الخبث والذي يخفي في طياته مآرب بالغة السوء، وتجاهل بلدان المنطقة والعالم له وعدم الاصطدام معه والتصدي له بل وحتى عدم محاسبته على الحروب التي يقوم بإشعالها بالوکالة ثم يزعم لاحقًا بعدم علاقته بها، هو ما قد ساعد هذا النظام المشبوه ويساعده للبقاء واقفًا على قدميه واستمراره في تنفيذ مخططاته العدوانية الشريرة، والأجدر ببلدان المنطقة والعالم أن يقوموا بعملية مراجعة متأنية للمخططات المشبوهة التي قام النظام بتنفيذها من خلال أذرعه أو بالأحرى وکلائه في المنطقة ووفق المبدأ القانوني فإن”الوکيل کالأصيل”، وکيف استفاد من ذلك وفي نفس الوقت مقدار الأضرار التي ألحقها بالمنطقة والعالم، ليعلموا بعدها ووفق هذا السياق أن سياسة تجاهل النظام الإيراني وعدم التصدي له من شأنه أن يمنح المزيد من القوة والمزيد من الأسباب لبقاء واستمرار هذا النظام على حساب المنطقة والعالم.

الغرب يتجاهل الخروقات الإيرانية وطهران تداهن له

سياسة تجاهل النظام هذه وبإضافة سياسة الاسترضاء والمداهنة الغربية لطهران لها، عندئذ تتوضح الصورة أکثر ويتبين کيف أن النظام الايراني يقوم بالضحك على ذقون بلدان المنطقة والعالم ويقوم بخداعهم بصورة مکشوفة وکأنه الشيطان بعينه، وطالما بقي الموقف الدولي والإقليمي على ماهو عليه الان، فإن النظام الايراني سيظل مصدر تهديد مستمر للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم!

المقالات التي تنشرها “بوليتكال كيز | Political Keys” على موقعها الرسمي تعبر عن آراء كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي فريق العمل والتحرير. بوليتكال كيز

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى