اقتصاد

خاص | حول واقع ومستقبل الوضع الاقتصادي في لبنان بالتزامن مع تصاعد التوترات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي… بوليتكال كيز تجري حوارا خاص مع الأكاديمية اللبنانية د. ليال منصور

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الجمعة 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، حوارًا خاصًّا مع الأستاذة الجامعية اللبنانية المتخصصة بالاقتصاد النقدي، د. ليال منصور، للحديث حول واقع ومستقبل الوضع الاقتصادي في لبنان بالتزامن مع تصاعد التوترات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

الوضع الاقتصادي العام في لبنان

وقالت ليال منصور إن “الوضع الاقتصادي في لبنان أحسن ما هو ممكن أن يكون، لأن الاقتصاد أصبحت غالبيته مدولرة، بحيث أصبح هناك اقتصاد ثانٍ موازٍ داخل الاقتصاد اللبناني، فالناس تقبض بالدولار وتصرف بالدولار، وكل الذين يتقاضون بالدولار يسيرون في مسار اقتصادي موازٍ لاقتصاد لبنان، إذ قاموا بالتخصيص فهم لهم مدارس خاصة ومستشفيات خاصة ومياه خاصة، وبالتالي هم في عالم خاص غير تابع للدولة”.

وأضافت الأكاديمية اللبنانية أن “الدولة اللبنانية مقتصرة في مصاريفها على معاشات موظفيها بالليرة اللبنانية، وبقدر ما تحصل الدولة من أموال تدفع رواتب الموظفين، وما سوا ذلك من تقديم خدمات فالدولة ليس لديها الأموال لفعل ذلك نهائيًّا، لا طرقات ولا جسورًا ولا كهرباء ولا صحة ولا غير ذلك”.

“أي مصاريف جديدة على الدولة ستسبب انهيارًا اقتصاديًّا ويصبح الدولار بمئات الآلاف مقابل الليرة اللبنانية”. د. ليال منصور – أستاذة جامعية لبنانية متخصصة بالاقتصاد النقدي

وتابعت الباحثة الاقتصادية اللبنانية: “أي مصاريف جديدة على الدولة ستسبب انهيارًا اقتصاديًّا ويصبح الدولار بمئات الآلاف مقابل الليرة اللبنانية، وبسبب أن الدولة تدفع رواتب الموظفين فقط بما تحصله ولا تقدم أي خدمة عامة فإن سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية ثابت نسبيا في الفترة الأخيرة”.

ما هي تبعات الحرب على لبنان؟

وفيما يتعلق بقدرة الاقتصاد اللبناني على تحمل تبعات الحرب مع إسرائيل حاليًا لو وقعت، قالت ليال منصور إنه “لا توجد دولة تستطيع تحمل الحرب، حتى لو كانت دولة حربية مثل إسرائيل، وفي أول أسبوع (من عملية طوفان الأقصى) ضخ البنك المركزي الإسرائيلي أكثر من 40 مليار دولار في محاولة لتثبيت العملة المحلية الشيكل”.

وأكدت منصور أن “الحرب تحمل تكلفة كبيرة، أولها حياة الإنسان التي لا تقدر بالمال، وثانيها تكلفة المستشفيات والأدوية والعلاج والدمار والعمار والطعام والشراب”.

وأشارت منصور إلى أن “لبنان من دون حرب لا تستطيع القيام بالمهمات الاقتصادية الأساسية، فكيف إذا دخلت حربًا”، مضيفة أن “لبنان لا تستطيع الدخول بنزاع حتى”.

“لبنان ليس لديها القدرة على مهاجمة دولة عربية لفظيًّا، فكيف تريد دخول حرب؟!”. د. ليال منصور – أستاذة جامعية لبنانية متخصصة بالاقتصاد النقدي

وشددت منصور على أن “لبنان ليس لديها القدرة على مهاجمة دولة عربية لفظيًّا”، مشيرة إلى تصريحات سابقة لوزير لبناني هاجم فيها إحدى دول الخليج ثم رجع فاعتذر عنها، وأضافت منصور: “فكيف تريد دخول حرب؟!”.

وفيما يخص تبعات اندلاع الحرب، قالت ليال منصور إنه “في حال حدثت الحرب فستعم الفوضى، وسيتهجر الناس من الجنوب إلى الشمال، في بلد غير مجهز أصلًا لاستقبال سكانه، مما سيؤثر على عجلة الاقتصاد ويؤدي لارتفاع كبير في سعر الصرف”.

ومنذ أن أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية طوفان الأقصى ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتوترات بين حزب الله جنوبي لبنان والجيش الإسرائيلي شمالي الأراضي المحتلة ما تزال مستمرة، وسط تحذير دولي من اتساع رقعة الصراع.

لبنان واقتصاده رهينة حزب الله

وكانت الباحثة الاقتصادية اللبنانية، ليال منصور، أشارت في دراسة سابقة لها لمخاطر حزب الله على الاقتصاد اللبناني.

وقالت منصور في دراستها التي كانت بعنوان (لاحل اقتصاديا في ظل هيمنة صانع المشاكل)، إن “مسؤولية حزب الله عن الوضع الذي وصل إليه لبنان تتدرج من وجوده كجيش يحارب إسرائيل على الحدود الجنوبية للدولة اللبنانية، ضاربًا بعرض الحائط القرارات الدولية وأبرزها 1559، مرورًا بدوره الميليشيوي في التدخل عسكريًّا بصراعات المنطقة، وصولًا إلى أخذ لبنان واللبنانيين رهينة محور خارجي”.

وأشارت منصور في دراستها إلى أن “غضب الدول الخليجية من لبنان بسبب سياسات تدخل حزب الله وتنفيذه المخططات الإيرانية، أدى إلى مقاطعة لبنان منذ العام 2012 وزيادة الضغوط على الوضع الاقتصادي، ولو بنسبة أقل من الصراع مع إسرائيل”.

وأوضحت الباحثة الاقتصادية اللبنانية ليال منصور، في هذه الدراسة، أن “الاستقرار المالي في لبنان، كأغلبية الدول، هو الذي يؤدي إلى النمو الاقتصادي وليس العكس، وبالتالي فإن كل الإجراءات التي من الممكن أن تتخذ لتطوير القطاعات الإنتاجية والخدماتية ستبقى قاصرة عن حماية الوضع المالي والنقدي، وبالتالي الاقتصادي، طالما الصراع الجيوسياسي مع حزب الله مفتوح”.

وبرأي منصور فانه “مهما طورنا الاقتصاد وحافظنا على الاستقرار المالي، فان الأزمة ستستمر طالما هناك صانع مشاكل يطيح بكل الإنجازات، فلا أحد يعرف بأي لحظة من الممكن أن يستلم الحزب دفة التوجيه ويتحكم بالسياسة، وبالتالي بالوضع الاقتصادي. وهذا ما يؤخّر عمليًّا المساعدات الخارجية”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى