على الرغم من وصول قوافل المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، أمس السبت 21 تشرين الأول/ أكتوبر، عبر معبر رفح الحدودي بعد الاتفاق الثلاثي بين مصر وإسرائيل وأمريكا الذي ينص على استدامة إيصال المساعدات للقطاع، إلا أن المدينة “كما يقول مسؤولون في القطاع” القابعة منذ أسبوعين تحت القصف مازالت في حاجة ماسة لمزيد من الإمدادات، لاسيما الطبية منها أو التي تخدم القطاعات الطبية كالوقود الذي يتصدر حاليًا قائمة احتياجات القطاع الملحة لتشغيل المستشفيات.
آلاف الأطنان على الحدود تنتظر الأذن بالعبور
وتتكدس في الجانب المصري من معبر رفح آلاف الأطنان من المساعدات وطوابير تمتد لعشرات الكيلو مترات من الشاحنات، ولكن إسرائيل ترفض أن تتضمن هذه المساعدات أي كمية من الوقود، ما يضع القطاع في مواجهة كارثة وشيكة، بحسب منظمات دولية والسلطات المحلية في قطاع غزة.
المساعدات لجنوب القطاع فقط والصحة الفلسطينية تحذر من نفاذ الوقود
كان الجيش الإسرائيلي أكد أن المساعدات التي تدخل غزة لن تشمل الوقود وستذهب فقط إلى المناطق الجنوبية من القطاع، وهي المناطق التي حثت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين على الاتجاه إليها، وتكدس الكثير من سكان غزة في جنوب القطاع لتفادي الضربات الجوية في الشمال.
بينما أكدت وزارة الصحة في غزة أن عدم إدخال الوقود فورًا إلى مستشفيات القطاع، سيشكل خطرًا حقيقيًا على الجرحى والمرضى، ووجهت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع نداء استغاثة لكل أصحاب محطات الوقود، وكل من يتوفر لديه أي لتر من السولار، للتواصل الفوري معها لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى، وقالت في بيان إن استبعاد الوقود من المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر.
وجاء في البيان “نناشد المجتمع الدولي ومصر العمل الفوري على إدخال الوقود والاحتياجات الصحية الطارئة قبل فقدان المزيد من الضحايا داخل المستشفيات”.
نناشد المجتمع الدولي ومصر العمل الفوري على إدخال الوقود والاحتياجات الصحية الطارئة قبل فقدان المزيد من الضحايا داخل المستشفيات وزارة الصحة في غزة
وأكد المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة أن المستشفيات دخلت مرحلة الانهيار الفعلي بسبب انقطاع الكهرباء وشح الوقود.
وبحسب مسؤول في لجنة الطوارئ بغزة، فإن كمية محدودة جدًا من الوقود لا تزال في المستشفيات وبعض المرافق الحيوية التي تعمل بطاقتها القصوى لتأمين سبل الحياة الأساسية لنحو 2.3 مليون نسمة يقطنون هذه البقعة الجغرافية الصغيرة بكثافتها السكانية العالية.
ماذا يعني نفاد الوقود
تقول منظمة الصحة العالمية إن نفاد الوقود يعدّ أحد أكبر المخاطر التي تواجه سكان غزة، وإن وضعه يتجاوز “حافة الهاوية” كونه يشغّل المستشفيات ومحطات المياه والمخابز وغيرها من المرافق الأساسية.
وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في غزة حيث ينفد الغذاء ووصلت إمدادات الوقود اللازمة لاستمرار تشغيل مولدات الطاقة في المستشفيات إلى مستويات منخفضة خطرة.
اقرأ أيضًا:
-
كيف نجحت حركة حماس بخرق الدفاعات الإسرائيلية… العميد أحمد حمادة يشرح لبوليتكال كيز
-
«مسؤولون أمنيون إيرانييون ساعدوا في التخطيط للهجوم الذي شنته حماس»… وصحيفة غربية تكشف التفاصيل
وقد أعلنت إسرائيل الحرب على غزة غداة اختراق مقاتلي حركة حماس السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1,400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن عدد الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال عمليتها ونقلتهم إلى قطاع غزة يصل إلى 201 شخص، وذلك في حصيلة بعد عشرة أيام من الهجوم.
وقد أدى القصف المتواصل منذ السابع من تشرين الأول إلى تسوية أحياء بكاملها بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 4,385 شخصًا في قطاع غزة، وإصابة 13,650 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.