ليبيا

حفتر يعزز شراكته العسكرية مع روسيا ويحافظ على علاقات جيدة مع أمريكا

كثف خليفة حفتر، قائد “الجيش الوطني الليبي” في شرق البلاد، تعاونه العسكري مع موسكو، مستفيدًا من حالة عدم اليقين التي تخيم على السياسة الأمريكية تجاه ليبيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، تضاعفت زيارات الوفود الروسية إلى بنغازي، وأثمرت عن تسليم دفعات جديدة من المعدات العسكرية الروسية رغم حظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة منذ عام 2011.

المهندس الرئيس لهذا التعاون هو نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف، الذي أقام علاقات وثيقة مع خالد حفتر، نجل القائد الليبي، ويشغل منصب رئيس أركان وحدات الأمن في الجيش الوطني.

يفكوروف كان ضيف شرف في عرض عسكري كبير أقيم جنوب غرب بنغازي بمناسبة مرور 11 عامًا على إطلاق “عملية الكرامة”، وخلال زيارته، اطلع على منشآت تدريبية داخل المجمع العسكري الجديد، حيث استعرضت قوات حفتر قدراتها التدريبية المدعومة من شركة لوجوس الروسية المتخصصة في المحاكاة العسكرية.

رافق يفكوروف وفد روسي رفيع، من بينهم السفير الروسي في ليبيا أيدر أغانين، وحضره كبار مسؤولي الحكومة الليبية الشرقية، مثل رئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس الوزراء أسامة حمد، بينما حافظ صدام حفتر، شقيق خالد، ورئيس أركان القوات البرية، على حضور أكثر تحفظًا.

التقارب مع روسيا تُوّج بإمدادات نوعية شملت مركبات مصفحة من نوع “سبارتاك”، ومركبات من إنتاج “كاماز” وشركة “الصناعات العسكرية الروسية”، وبنادق قنص من طراز SVD، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة “تور-إم2” ومروحيات نقل ثقيلة من طراز Mi-26.

تعزز هذا التعاون خلال زيارة خليفة حفتر الرسمية إلى موسكو في 9 أيار/ مايو، حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، وأمين مجلس الأمن سيرغي شويغو، ووفقًا للبيان الليبي الرسمي، نُوقشت “سبل تعزيز التعاون العسكري وتنسيق الجهود في ملفات مشتركة”.

ميدانيًا، تواصل روسيا توسيع وجودها العسكري في ليبيا من خلال “فيلق إفريقيا”، الذي حلّ محل مجموعة فاغنر، ويشرف عليه يفكوروف مباشرة، وتنتشر عناصره في الشمال الشرقي وفي قاعدة الجفرة في الجنوب، التي تُعد نقطة استراتيجية لنقل المعدات والمقاتلين إلى مناطق النزاع في الساحل الإفريقي.

تأتي هذه التحركات في وقت تتراجع فيه الضغوط الأمريكية لسحب القوات الروسية من ليبيا، فبينما كانت إدارة بايدن تدفع باتجاه تقليص النفوذ الروسي، تثير عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تساؤلات حول التوجه الأمريكي المقبل، ففي ولايته السابقة، تجاهل ترامب المشهد الليبي إلى حد كبير، ما سمح لروسيا وتركيا بفرض نفوذهما، وفي 2019، تلقى حفتر دعمًا رمزيًا من ترامب الذي أشاد بـ”جهوده في مكافحة الإرهاب”.

وفي خطوة تهدف إلى موازنة العلاقات بين موسكو وواشنطن، زار صدام وبلقاسم حفتر العاصمة الأمريكية واشنطن في نيسان/ أبريل الماضي، والتقى صدام بمسؤول الشؤون الإفريقية في الخارجية الأمريكية مسعد بولس، في مؤشر على مساعٍ ليبية لإعادة بناء روابط مع الإدارة الأمريكية، دون القطيعة مع الحليف الروسي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى