المفتاح الاستخباراتي

مواجهة تينزاواتن… القوات المالية ومرتزقة فاغنر ينسحبون دون قتال ويعلنون “استعادة الجثث”

وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، سافرت قافلة عسكرية مكونة من جنود ماليين و”شركائهم الروس” لمدة تسعة أيام في نهاية أيلول/ سبتمبر عبر شمال مالي دون الانخراط في القتال.

كان الكثيرون يتوقعون أن تشن القافلة العسكرية التي تمر عبر شمال مالي في نهاية أيلول/ سبتمبر هجومًا على المتمردين، وكان من شأن هذا أن يمثل المرحلة الثانية من معركة تينزاواتن، بعد الاشتباك الأولي في تموز/ يوليو، ومع ذلك، يدعي الجيش المالي أن مهمته كانت فقط استعادة جثث الجنود الذين لقوا حتفهم في معركة ذلك الصيف.

آلام تينزاواتن

بالنسبة للعديد من الجنود الماليين، تظل المعركة الشرسة بين 25 و27 تموز/ يوليو في أقصى شمال مالي ذكرى مؤلمة، انتهت عملية استعادة تينزاواتن من متمردي الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد بكارثة للقوات المسلحة المالية وحلفائها من مجموعة فاغنر الروسية.

وبحسب مركز المعلومات الاستراتيجية، ورغم أن الجيش لم يقدم أرقامه الخاصة، فقد قُتل ما لا يقل عن 47 جنديًا ماليًا و84 مرتزقًا روسيًا في كمين للمتمردين، وكانت هذه أسوأ هزيمة للجيش المالي منذ استئناف الأعمال العدائية في آب/ أغسطس 2023، وكان أكبر انتكاسة للقوات شبه العسكرية الروسية في إفريقيا حتى الآن.

مهمة الاسترداد

بعد شهرين من المعركة، ومع استعداد الجانبين لمزيد من القتال، أطلقت القوات المسلحة المالية عملية أخرى، والتي اعتقد الكثيرون أنها ستكون محاولة ثانية لاستعادة تينزاواتن، وفي حوالي 30 أيلول/ سبتمبر، انطلقت قافلة من 60 إلى 70 مركبة عسكرية، بما في ذلك المركبات المدرعة والشاحنات والشاحنات الصغيرة، شمالًا، وبعد التجمع في كيدال، تحركت القافلة نحو تينزاواتن، حيث وصفها الجيش بأنها “عملية سيطرة على المنطقة” في منطقة كيدال.

وأصر الجيش المالي على أن هدفه كان ببساطة استعادة جثث الجنود الذين قتلوا في معركة تموز/ يوليو، وتوقفت القافلة، التي ضمت قوات التدخل واللوجستيات ووحدات المدفعية إلى جانب “شركائها الروس”، أولًا في تين-ن-إساكو، على بعد حوالي 100 كيلومتر شرق كيدال، وبعد يومين، تحركت نحو إيناكاروت وإنتافيركيت، على بعد حوالي 110 كيلومترات جنوب تينزاواتن، حيث بقيت لمدة أربعة أيام.

ورغم أن الجيش المالي زعم أن الغرض الرئيسي من العملية كان استعادة الجثث، إلا أن البعض يعتقد أنها كانت أيضًا محاولة لمحو عار الهزيمة السابقة، وفي نهاية المطاف، واصلت حوالي 30 مركبة التوجه إلى ساحة المعركة من تموز/ يوليو، على بعد حوالي 60 كيلومترًا جنوب تينزاواتن، وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن الجيش أنه نجح في استعادة رفات الجنود القتلى، رغم عدم تقديم أرقامًا دقيقة، وصرح العقيد سليمان ديمبيلي، رئيس وحدة الاتصالات بالجيش، بأن الرفات دُفنت بكل تكريم.

شكوك وتناقضات

برغم أن الجيش المالي زعم أن الهدف الرئيسي من العملية كان استعادة الجثث، إلا أن البعض يعتقد أنها كانت أيضًا محاولة لمحو وصمة الهزيمة السابقة، وتعترف المصادر العسكرية بأن استعادة تينزاواتن وتأمين الحدود الجزائرية كانا هدفين مهمين، لكن الظروف لم تكن مواتية لتحقيق هذين الهدفين، وهذا يفسر سبب عودة القافلة إلى كيدال دون خوض أي قتال.

وفي الوقت نفسه، سخر المتمردون مما وصفوه بـ”الانسحاب القسري” للقافلة العسكرية، مشيرين إلى مشاكل الإمداد والأعطال الميكانيكية المتكررة والطقس غير المواتي، وأكدت CSP-DPA أنه تم انتشال جثث عدد قليل من الجنود الماليين، لكنها نفت استعادة رفات أي مرتزقة فاغنر، كما ادعت بعض حسابات تلغرام التابعة لفاغنر.

هجمات وتحديات أخرى

بينما تجنبت القافلة الصراع أثناء رحلتها، أصيبت بعبوة ناسفة بدائية الصنع عند عودتها، مما أدى إلى إتلاف مركبتين، وتبنت الهجوم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل، وفي الأيام الأخيرة، زادت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من هجماتها على مواقع الجيش في بير وتمبكتو.

وفي 17 أيلول/ سبتمبر، شنت الجماعة هجومًا مزدوجًا على باماكو، مستهدفة مدرسة للدرك والمطار، ويؤكد هذا على الصعوبات التي يواجهها الجيش في التعامل مع التهديدات المتعددة، الممتدة من أقصى شمال مالي إلى جنوبها.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى