عقد مجلس الأمن القومي التركي (MGK)، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء 9 آب/ أغسطس، اجتماعًا له بعد انقطاع دام حوالي شهرين، بحسب وسائل إعلام تركية.
واستمر الاجتماع المغلق لمجلس الأمن القومي التركي في “بشتيبي” بالعاصمة أنقرة لمدة ثلاث ساعات، ونوقش خلاله مكافحة الإرهاب وقضايا الأمن الإستراتيجي والإقليمي والوطني، لاسيما العمليات العسكرية التركية التي نفذت في شمالي العراق وسوريا.
وعقب الاجتماع، تم الإدلاء ببيان مكتوب، تصمن القرارات التي اتخذها مجلس الأمن القومي التركي، وجاء فيه: “قُدمت معلومات للمجلس بشأن العمليات التي نُفِّذت بعزم وتصميم ونجاح ضد جميع أنواع التهديدات والأخطار ضد وحدتنا الوطنية وتضامننا وبقائنا، ولا سيما المنظمات الإرهابية PKK / KCK-PYD / YPG و FETO و DEASH”.
وأضاف بيان مجلس الأمن القومي التركي: “تم تقييم المرحلة الأخيرة التي تم الوصول إليها في الكفاح ضد FETO؛ وقد تم التأكيد مرة أخرى على أن هذه الشبكة الخائنة التي تم تصميمها وتفعيلها لمنع مكاسب تركيا الاستراتيجية، خاصة في مجالات الأمن والسياسة الخارجية، لن يُسمح لها بالوجود تحت أي ظرف من الظروف”.
وتابع: “في الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان للسلام، التي تم التوقيع عليها في نهاية كفاحنا الوطني، الذي تم كسبه بتضحيات لا مثيل لها، ذُكر أن متطلبات المسؤولية التي فرضها التاريخ على جمهورية تركيا قد تحققت بدقة إن العزم على توطيد النظام الذي أرسته المعاهدة، والذي كان أساس السلام والاستقرار في منطقتنا لمدة قرن، تأكد تمشيا مع مصالح أمتنا”.
وبشأن العلاقات بين تركيا والعراق، قال مجلس الأمن القومي التركي في بيانه: “إن زيادة تطوير تعاوننا مع جارتنا العراق في جميع المجالات سيسهم في تحقيق مكاسب كبيرة في بلداننا وفي منطقتنا على حد سواء، وإن دعم تركيا المخلص لجهود مكافحة الإرهاب وضمان الأمن والاستقرار سيعزز أرضية التعاون”.
وبحسب البيان، تمت مناقشة مسار الحرب بين روسيا وأوكرانيا وآثارها المحتملة على المنطقة في المراحل التالية بالتفصيل، وذُكر أن تصعيد التوتر في البحر الأسود لن يكون في مصلحة أحد، ودعا المجلس جميع الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب دون تأخير، وتم التأكيد على أن العودة إلى اتفاقية الحبوب ستمنع الآثار السلبية المحتملة في البلدان المحتاجة وتسهم في استقرار الغذاء.
كما تم تقييم آخر التطورات في إفريقيا التي يمكن أن تمتد إلى القارة، وذُكر أن أنسب الحلول لمشاكل القارة لا يمكن العثور عليها إلا من قبل أصحاب القارة.
وأشار مجلس الأمن القومي التركي في بيانه إلى حادثة حرق المصحف في السويد والدنمارك قائلًا إن “الدول التي لا تفي بمسؤولياتها فيما يتعلق بمنع الأعمال الشنيعة التي تسيء إلى ما يقرب من ملياري مسلم من خلال استهداف الدين الإسلامي والتي وصفتها الأمم المتحدة بجرائم الكراهية، ومعاقبة المجرمين، وإدراكًا منهم للآثار المدمرة لبذور الكراهية التي يزرعونها تحت ستار حرية التعبير، فإنهم مدعوون لتغيير مواقفهم في أقرب وقت ممكن والقتال معًا ضد الهجمات على القيم المقدسة”.
وتحدث مجلس الأمن القومي التركي في اجتماعه عن المناخ، حيث تم “التأكيد على آثار تغير المناخ، الذي بدأ يتحول إلى أزمة عالمية، يمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل من الهجرة غير النظامية إلى الكساد الاجتماعي، ومن النزاعات الداخلية إلى النزاعات بين الدول”.
وذكر المجلس أن “الجهود العادلة والصادقة التي يبذلها المجتمع الدولي والتعاون هو وحده القادر على إيجاد حل لهذه المشكلة المشتركة للبشرية”.
وتأسس مجلس الأمن القومي التركي (MGK)، بموجب مرسوم 14443 الذي أصدرته جمعية الدفاع التركية العليا في تاريخ 14 نيسان/ أبريل سنة 1933، وهو أعلى هيئة تنسيق أمني في تركيا تضم عسكريين ومدنيين، ويعقد المجلس اجتماعا كل شهرين برئاسة رئيس الجمهورية يبحث فيه التطورات الأمنية الداخلية والخارجية للبلاد، ويرأس الجناح السياسي للمجلس رئيس الوزراء، والجناح العسكري رئيس أركان الجيش.