
تتنافس شركة الشحن الفرنسية CMA CGM، عبر ذراعها اللوجستية، على الفوز بعقد حساس مع إحدى وكالات الأمم المتحدة لتقديم خدمات التخليص الجمركي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
في خطوة غير معلنة، أُضيفت في 17 نيسان/ أبريل دعوة سرية لتقديم العطاءات إلى قاعدة بيانات الأمم المتحدة، حيث يسعى مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) إلى إبرام اتفاقية طويلة الأمد مع مزود خدمات جمركية معتمد في هذه المنطقة المتوترة.
شركة بولوريه لوجيستكس، التابعة لمجموعة CMA CGM منذ استحواذ الأخيرة عليها في شباط/ فبراير 2024، تقدمت رسميًا بطلب المشاركة في المناقصة، وتخضع بولوريه حاليًا لعملية إعادة هيكلة لتصبح جزءًا من شركة Ceva Logistics، الذراع المتخصصة في الوساطة الجمركية والنقل ضمن مجموعة CMA CGM، مما يعزز من حضور المجموعة الفرنسية في مجال الخدمات اللوجستية المتقدمة.
يأتي هذا التحرك في سياق معقد يتسم بتصعيد العمليات العسكرية في غزة عقب انهيار الهدنة في 18 آذار/ مارس واستئناف الضربات الإسرائيلية.
وسط هذه الظروف، يتولى مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع تنسيق عمليات نقل المساعدات الإنسانية عبر الأردن وصولًا إلى إسرائيل، تمهيدًا لتسليمها إلى قطاع غزة.
مصادر مطلعة داخل المكتب أكدت أن Ceva Logistics من بين الشركات التي قدمت عروضًا رسمية لهذا الدور الحساس.
الاعتبارات التجارية تتداخل مع الحسابات الجيوسياسية، إذ أن استمرار الحرب في غزة لا يخدم مصالح شركات الشحن الكبرى مثل CMA CGM، التي تسعى إلى استقرار الممرات البحرية، خاصة بعد أن أعلن الحوثيون في أوائل آذار/ مارس عن استئناف هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن، ردًا على قرار الحكومة الإسرائيلية بتقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
الهجمات المتجددة تهدد أحد أكثر المسارات البحرية العالمية أهمية، وهو ما يدفع الشركات إلى البحث عن طرق بديلة وتقليل المخاطر التشغيلية.
رغم إعلان CMA CGM في كانون الثاني/ يناير عن نيتها مواصلة استخدام المسارات البديلة نحو البحر الأحمر وخليج عدن بغض النظر عن التطورات الميدانية، إلا أن مصادر مقربة أفادت بعدم تلقي أي تعليق من Ceva Logistics بشأن تفاصيل العطاء الأخير.
تجدر الإشارة إلى أن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع سبق أن تعامل مع بولوريه لوجيستكس في عدة مناسبات، بما في ذلك عقود التخليص الجمركي في الهند عام 2022 واتفاقية نقل جوي للأدوية في ميانمار خلال آب/ أغسطس 2024، ما يمنح CMA CGM أفضلية نسبية نتيجة سجلها العملياتي السابق مع الأمم المتحدة